توثيق لسيرة 48 إعلامياً مختطفاً و13 صحفياً اعدمهم تنظيم "داعش"
27 أكتوبر 2015
تحولت مدينة الموصل العراقية منذ ان سيطر عليها تنظيم "داعش" في حزيران عام 2014 الى مقبرة محتمة للصحفيين العاملين فيها، بعد ان استولى التنظيم على جميع المؤسسات الاعلامية في المدينة، وتمكنه من الحصول على قوائم كاملة باسماء وعناوين العاملين في المؤسسات الصحفية، من خلال الملفات الخاصة المحفوظة داخل تلك المؤسسات، ليبدء بعدها التنظيم بحملة ملاحقة أمنية كبيرة لجميع العاملين في قطاع الاعلام بـقرار من محكمته الشرعية، التي وجهت اتهامات للصحفيين بمخالفة التعليمات وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية، ليبث التنظيم الرعب بين العاملين في وسائل الإعلام وإخافة الصحفيين ومنعهم من أداء عملهم، وجعلهم يصارعون مخاوفهم بعيداً عن الأضواء.
مرصد الحريات الصحفية (JFO) ومراسلون بلا حدود رصدتا في هذا التقرير، الذي استغرق اعداده مدة ثلاثة اشهر متتالية، جميع الجرائم التي ارتكبها تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف باسم "داعش" بحق الصحفيين ومساعديهم، في المنطقة الشمالية من العراق، ووثق مرصد الحريات الصحفية شريك منظمة مراسلون بلا حدود في العراق، من الفترة الممتدة من العاشر من حزيران/ يونيو 2014 حتى تاريخ نشر التقرير، اختطاف 48 صحافياً ومساعدا اعلامياً وطلاب اعلام من قبل التنظيم المتطرف بعد سيطرته على المدينة، حيث عمد إلى اعدام 13 منهم بطرق وحشية مختلفة بتهمة "الخيانة والتجسس"، فيما يكتنف الغموض مصير 10 آخرين يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في سجن التسفيرات، وسجن بادوش، ومعسكر الغزلاني، بينما ادت وساطات عشائرية وقبلية الى الأفراج عن 25 منهم بعد تعرضهم للتعذيب الشديد وتعهدهم بعدم ممارسة اي نشاطات صحفية.
فيما استطاع عناصر التنظيم المتطرف في يومهم الاول من احتلال محافظة نينوى من السيطرة على 8 مؤسسات اعلامية اذاعية وتلفزونية بكامل اجهزتها ومعداتها الفنية، واستغلوا تقنياتها الحديثة لتصوير الظهور الاول لزعيمهم المتشدد "ابو بكر البغدادي" بكاميرات قناة "سما الموصل" التي يمتلكها المحافظ السابق للمدينة اثيل النجيفي، حيث وثقت المواقع الالكترونية التابعة للتنظيم تلك الخطبة الدينية في جامع النوري الكبير، وسط الموصل، وعملت على انتاجها "مؤسسة الفرقان" وموقع "اعماق" و"البيان" و"الحياة"، فيما اطلق التنظيم اذاعة "البيان" وقناة "دابق" على ترددات ارضية، مستغلا بذلك معدات ومرسلات مؤسسات شبكة الاعلام العراقي ومؤسسات اعلامية اخرى.
وعمد التنظيم، الذي يتزعمه ابراهيم عواد البدري الملقب بابو بكر البغدادي، الى قطع جميع الاتصالات وخدمة الهاتف النقال والانترنيت عن جميع مناطق الموصل.
وشهدت مدينة الموصل هروب جماعي للصحفيين، حيث غادر المدينة أكثر من 60 صحافياً ومساعداً إعلامياً، 15 منهم هاجروا خارج البلاد، فيما توزع البقية منهم بين العاصمة بغداد وإقليم كردستان، فضلاً عن وجود مايقارب 20 آخرين ما زالوا عالقين داخل المدينة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل. وفقا لاحصائية اعدها مرصد الحريات الصحفية (JFO) عبر قاعدة بيانات وثقها على مدى عام كامل.
وكان تنظيم "داعش" قد توعد من خلال تعليمات نشرها في مراكزه الاعلامية كل من ينقل المعلومات والانباء من داخل المدينة "سيواجه الموت"، حسب توجيهات ما يسمى المحكمة الشرعية، التي وجهت للصحفيين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحفي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية، وهذا مايثبت بان مقاتلي التنظيم المتشدد كانوا عازمين على تصفية جميع الصحفيين في المدينة.
وتحدث صحفيون محليون من داخل الموصل وخارجها، لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن "جميع الاعلاميين ممن لم يغادروا المدينة، التزموا بشكل قاطع بتعليمات التنظيم بعدم ممارسة المهنة او الاتصال باي وسيلة إعلام، سواء كانت عراقية او اجنبية، حتى قبل سلسلة الإعتقالات والإعدامات التي طالت صحفيين في المدينة".
العديد من الصحفيين الذين غادروا مدينة الموصل بعد سلسلة الملاحقات التي طالتهم، اضطر بعضهم للعودة إلى المدينة، بعد أهمال السلطات الاتحادية والتجمعات النقابية لهم، وعدم تمكنهم من العيش في العاصمة بغداد او إقليم كردستان، حيث تعرضوا بعد عودتهم للقتل من قبل المحاكم الشرعية لتنظيم "داعش".
حالات القتل والاعدام
ادت حملة البحث التي قادها التنظيم منذ سيطرته على مدينة الموصل وحصوله على السجلات التي تحتوي على معلومات العاملين في جميع وسائل الاعلام المحلية والاجنبية الى مقتل واعدام 13 صحفيا ومساعدا اعلاميا من ضمنهم طلاب يدرسون الاعلام في جامعة الموصل. حسب توثيق فريق عمل مرصد الحريات الصحفية (JFO).
1- في تاريخ 29-6-2014 تم اعدام الإعلامية ميسلون الجوادي، من قبل التنظيم بعد اسابيع من اختطافها واحتجازها داخل سجن بادوش، وتم تسليم جثتها إلى دائرة الطب العدلي.
ووفقا للمعلومات التي توفرت لدى مرصد الحريات الصحفية (JFO) فأن الجوادي تعرضت للتعذيب على يد عناصر داعش قبل اعدامها رميا بالرصاص.
وكانت الجوادي، التي تبلغ من العمر 42 عاما، تعمل مقدمة برامج في قناة "الموصلية" الفضائية، منذ عام 2009.
2- في 15-7-2014 تم اعدام الكاتب الصحفي فاضل الحديدي بعد ان احتجزه "داعش" لمدة 12 يوما . بعدما اختطفه من منزله في منطقة "وادي حجر" جنوب الموصل في يوم 3-7-2014 واقتادته هو وابنه "سيف" إلى احد مراكز الاحتجاز وسط المدينة.
مصادر صحفية من داخل مدينة الموصل ابلغت مرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان التنظيم قام بتعذيب الحديدي، قبل اعدامه، وهذا ما أكده ايضاً مصدر طبي بدائرة الطب العدلي اطلع على جثة الحديدي، قبل تسليمها إلى ذويه.
وكان الحديدي، الذي يبلغ من العمر 53 عاما، قد عمل في العديد من وسائل الإعلام المطبوعة في الموصل، وهو من كتاب المقال المعروفين على المستوى المحلي في المدينة، كما عمل في إعلام ديوان المحافظة.
3- في 24-8-2014 اعدم التنظيم نايف الشمري مدير إدارة قناة سما الموصل، بعد اختطافه من منزله في الجانب الايسر من المدينة، وتعرضه للتعذيب على مدى اسبوعين من احتجازه.
الشمري البالغ من العمر 50 عاماً سلمت جثته إلى دائرة الطب العدلي بعد أن اعدمه التنظيم في إحدى مواقع الإعدامات بمعسكر الغزلاني جنوبي المدينة.
4- في 13-9-2014 اعدم التنظيم المتشدد وليد اسماعيل عبد الله الذي يعمل بصفة فني بث تلفزوني في مكتب قناة العراقية في الموصل، بعدما اختطفه التنظيم، من منزله شرقي المدينة.
ويبلغ عبد الله من العمر 51 عاما، وكان قد عمل موظفاً فنياً منذ ثمانينات القرن الماضي في تلفزيون العراق/ الموصل. ولم يتمكن ذويه حينها من الوصول إلى أية معلومات تقودهم الى مكان احتجازه او تدل على بقاءه على قيد الحياة. الا ان التنظيم نشر اسمه ضمن قائمة "المعدومين" المعروفة بقائمة الـ 2070 التي علقها التنظيم في عدة مناطق في الموصل، ليعلن التنظيم بذلك مقتله دون أن يسلم جثته إلى ذويه.
5- في 8-2-2015 أبلغ صحفيون من مدينة الموصل، مرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان تنظيم داعش أعدم مراسل قناة "سما الموصل" قيس طلال رمياً بالرصاص وسط المدينة.
وقال احد الصحفيين في الموصل، ان تنظيم "داعش" وجه له تهمة التخابر والتواصل مع وسائل اعلام حكومية، وبقى لاكثر من أربعة اشهر محتجزا".
ويبلغ طلال، من العمر 27 عاما، وعمل في مجال الصحافة منذ عام 2011، بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة قسم الإخراج المسرحي، حيث عمل مراسلا صحفيا لعدد من وسائل الاعلام منها وكالة انباء "شفق نيوز" وقناة "الرشيد" وصحيفة "البينة الجديدة".
6- في 16-2-2015 اعدم التنظيم المصور الصحفي اشرف شامل العبادي، وابلغ اقارب العبادي مرصد الحريات الصحفية (JFO) بانهم علموا من مصادر خاصة بان التنظيم قد أعدم العبادي، إلا انه رفض الإعلان عن قتله او تسليم جثته الى ذويه.
7- في 15-3-2015 أبلغ صحفيون موصليون مرصد الحريات الصحفية (JFO) بأن التنظيم أقدم على إعدام المصور الصحفيٍ عمر يونس الغافقي بعد اختطافه من منزله شرقي مدينة الموصل، ولم يسلم جثته لذويه، واكتفى التنظيم فقط باخبارهم بتنفيذ حكم الاعدام بحق ابنهم لمخالفته اوامر المحكمة الشرعية وتسريب المعلومات لوسائل الاعلام المحلية والاجنبية.
وعمل الغافقي، الذي يبلغ من العمر 23 عاما، كمصور صحفي في العديد من وسائل الإعلام المرئية داخل الموصل، حتى استقر عمله بالقسم الاعلامي في مقر ديوان محافظة نينوى.
8- في 27-4-2015 أعدم التنظيم ثائر العلي بتهمة "التخابر مع وسائل إعلام معادية للتنظيم"، بعد تحقيقات معه دامت لأكثر من أسبوعين، حين اكتشف التنظيم ان هاتف العلي النقال يحتوي على أرقام هواتف وسائل إعلام محلية وأسماء مسؤولين حكوميين في المحافظة، وسلم التنظيم جثته لعائلته.
وكان مرصد الحريات الصحفية تلقى بلاغاً في يوم 7-4-2015 من ممثله في الموصل، يفيد بأن عناصر داعش اختطفوا الصحفي ثائر العلي، الذي يبلغ من العمر 45 عاماً، اثناء تواجده في إحدى مقاهي شارع "الدواسة" بمركز مدينة الموصل، عندما "كان يجري اتصالات هاتفية مع وسائل إعلام محلية وتزويدها بالأخبار".
9- في 17-5-2015 اعدم تنظيم "داعش" المنسق الصحفي فراس ياسين الجبوري الملقب بفراس البحر، بعد اختطافه من منزله في منطقة القادسية الثانية شمال شرقي الموصل، مصادراً اجهزة هواتفه النقالة وكمبيوتره الشخصي.
وابلغ محمد صالح، وهو أحد أقارب البحر، مرصد الحريات الصحفية، إن "عناصر التنظيم كانوا يتحدثون عن معلومات وتقارير صحفية تخرج من المدينة إلى وسائل إعلام في العاصمة بغداد وأخرى أجنبية".
عائلة الضحية الصحفي فراس البحر تلقت بلاغاً، في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في 17 من آيار/مايو 2015 يخبرهم بضرورة الحضور إلى دائرة الطب العدلي التابع لمستشفى الجمهوري في المدينة، لاستلام جثة ولدهم التي بدت عليها آثار الرصاص في منطقة الرأس والصدر، لأنه "اعدم بتهمة الخيانة والتجسس".
والبحر، الذي يبلغ 31 عاما من العمر، عمل كمنسق صحفي للاخبار والبرامج في العديد من القنوات الفضائية في الموصل منها "الموصلية" و "نينوى الغد".
10- في 16-7-2015 اعدم تنظيم "داعش" المصور الصحفي جلاء عدنان العبادي وابلغ عائلته بالتوجه إلى دائرة الطب العدلي في مستشفى الجمهوري وسط الموصل، لتسلم جثته، ليترك خلفه زوجة وطفلين.
المصور الصحفي جلاء عدنان العبادي كان احد العائدين إلى الموصل، بعد أن غادرها عقب احتجازه من قبل التنظيم لاكثر من اربعة ايام في منتصف حزيران/ يونيو 2014، والذي اطلق سراحه بعد توقيع العبادي على تعهد بعدم ممارسة أي نشاط إعلامي.
ويروي رئيس مؤسسة نينوى للإعلام ياسر الحمداني لمرصد الحريات الصحفية، ماعاناه جلاء بعد اختطافه الأول عام 2014، حيث "تعرض جلاء لشتى أنواع التعذيب على يد التنظيم على مدى ثلاثة أيام، ثم قدمه في اليوم الرابع لما يسمى بـ"المحكمة الشرعية" التابعة للتنظيم، والتي افرجت عن العبادي بعد تعهده بعدم العمل مجدداً بوسائل الإعلام".
ويقول الحمداني، الذي هرب من المدينة عندما دخلها المتطرفون واستقر في اقليم كردستان، أنه التقى العبادي في محافظة دهوك (شمالي الموصل) بعد هروبه من المدينة، لاول مرة، ثم التقاه بعد أقل من ثلاثة أشهر، في نفس المدينة، حيث اخبره العبادي بأنه سيعود للموصل حتى لو كلفه ذلك حياته، بعد ما عجز من الحصول على عمل او مساعدة من التجمعات الصحفية النقابية في بغداد او كردستان.
وعاد "جلاء" للموصل عبر الالتفاف من الحدود السورية، وبعد اربعة أشهر تقريباً من عودته، اقتحم عناصر التنظيم منزله في الرابع من حزيران/يونيو 2015، ليتم اختطافه بعد ان عصبوا عينيه ومصادرة هاتفه المحمول وحاسوبه الشخصي، واقتادوه لاحدى مراكز الاحتجاز وسط المدينة، لينفذوا حكم الاعدام به مباشرة.
11- في 5-8-2015 اعدم تنظيم "داعش" الكاتب الصحفي عائد غازي العبيدي بعد ان اختطفه التنظيم واحتجزه لاكثر من اسبوع قبل ان يبلغ ذويه بضرورة استلام جثته من الطب العدلي بعد اعدامه باطلاق ناري.
العبيدي، الذي يبلغ من العمر 65 عاما، أشتهر بكتابته لعمود ثابت في عدد من الصحف المحلية في الموصل، تحت عنوان "ياسيدي يا صاحب الحوت"، بالإشارة الى النبي يونس الذي يعد ابرز معالمها، وكان مهتما بقضايا الفساد المالي في عادته وربطها بملف العنف والارهاب.
12- في 9-8-2015 اعدم التنظيم المتشدد طالب الإعلام في جامعة الموصل زهير كنان النحاس، بعد أقل من اسبوع على اختطافه من منزله في منطقة المثنى شرقي الموصل.
النحاس البالغ من العمر 20 عاماً، طالب إعلام في جامعة الموصل بالمرحلة الثانية وهو الابن الوحيد لأهله، كان قد التقط صورة صحفية من داخل منزله لاحدى العجلات المتفحمة، عند استهدافها من طيران التحالف الدولي، وقد انتشرت الصورة التي التقطها في وسائل الاعلام المحلية ، وكانت السبب وراء اعدامه.
13- في 16-8-2015 أقدم تنظيم "داعش" على إعدام المراسل الصحفي يحيى الخطيب، بعد مرور 13 يوماً على الاحتفال بدخول ربيعه الثامن والعشرين من عمره.
الخطيب عمل مراسلاً رياضياً ومقدماً للبرامج في الفضائية الموصلية، ثم انتقل للعمل في قناة نينوى الغد الفضائية، حتى وقوع المدينة بيد داعش الاجرامي.
الخطيب غادر مدينة الموصل في نهاية عام 2014 متوجهاً للعاصمة بغداد، ثم عاد الى اربيل شمالي العراق بعد ثلاثة اشهر بعد ان عجز عن الالتحاق باحدى وسائل الإعلام في العاصمة أو الحصول على اي مساعدة مالية او معنوية من قبل نقابة الصحفيين العراقيين.
وانتقل بعدها الى عاصمة اقليم كردستان ومكث لاكثر من ستة أشهر هناك، ليقرر بعدها العودة الى الموصل، ومواجهة مصيره أمام التنظيم.
واخبر صحفي موصلي يقطن في اربيل، رفض الافصاح عن اسمه، مرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن الخطيب اخبره قبل مغادرته اربيل عائداً إلى الموصل بان "سكين داعش ارحم لديه من استجداء لقمة العيش".
وتشير الإحصائيات التي أجراها مرصد الحريات الصحفية (JFO) منذ عام 2003، عن مقتل 60 صحفيا عراقيا في الموصل من العاملين في المجال الإعلامي، بضمنهم 37 صحفياً و فنيا ومساعدا إعلاميا لقوا مصرعهم أثناء اداء مهامهم الصحفية، فيما شهدت المدينة ذاتها اعدام 13 صحفيا ومساعدا اعلاميا على يد تنظيم "داعش" بعد سيطرته على المدينة، فيما شهدت المدينة على مدار العقد الماضي مقتل 10 صحفيين وفنيين اخرين لم يات استهدافهم بسبب عملهم الصحفي.
الاختطاف والتعذيب
أستمر تنظيم "داعش" بملاحقة الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، لاسيما مع استمرار تدفق المعلومات من داخل المدينة، لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية، مما دفع التنظيم الى التشديد على متابعة مصادر المعلومات والصور المسربة والبحث عن مصادرها.
حيث عمد التنظيم الى اختطاف 48 صحافياً ومساعدا اعلامياً من ضمنهم 4 طلاب يدرسون الاعلام في جامعة الموصل، يعتقد أن اغلبهم مازال محتجزاً في سجن التسفيرات، وسجن بادوش، ومعسكر الغزلاني، بينما ادت وساطات عشائرية وقبلية الى الأفرج عن 25 منهم بعد تعرضهم للتعذيب الشديد.
وغالباً ما تكون عمليات اختطاف الصحفيين في الموصل عنيفة وتتضمن الضرب والإساءات ومصادرة مقتنيات من يكون المستهدف.
وروى المصور الصحفي هشام الحرباوي قصة اختطافه من قبل عناصر تنظيم "داعش" عندما لاحقوه واختطفوه لمدة اسبوعين مع مساعده الذي قتل لاحقاً.
وقال الحرباوي، في لقاء له مع مرصد الحريات الصحفية (JFO)، انه وزميله جلاء العبادي تعرضا للاختطاف من قبل مسلحين متطرفين وسط الموصل في منطقة الجامعة الثقافية بتاريخ 18-6-2014 عندما كانا يوثقان الحياة اليومية للمدينة ، بعد سيطرة التنظيم المتطرف عليها، عندما لاحقهم عناصر من التنظيم واقتادهوما الى مقر قيادة عمليات الموصل، الذين سيطروا عليه وحولوه لمركز اعتقال بعدما انسحب الجيش العراقي منه، عندما كان يعمل لقناة "التغيير" ووكالة "عين" وقناة "الشرقية".
وكشف الحرباوي عن عمليات تعذيب مستمرة تعرض لها بغية انتزاع اعترافات منه عن آلية عمل الصحفيين في المدينة والتواصل مع مؤسساتهم.
واطلق التنظيم سراح الحرباوي، الذي يبلغ من العمر 25 عاما، بعد دفعه فدية مالية بلغت 20 الف دولار امريكي لاحد اعضاء التنظيم، الذي كفله امام المحكمة الشرعية باتفاق غير معلن.
ليغادر بعدها المدينة، الا انه قال بنبرة حزينة للغاية، ان مسلحي التنظيم "عادوا بعد ان هربت من المدينة للبحث عن صديقي جلاء العبادي وقتلوه".
وفي حملة ملاحقة واحدة استمرت مدتها ثلاثة ايام، من الفترة مابين السابع والعشرين من تشرين الاول/ اكتوبر 2014 حتى الثلاثين من الشهر ذاته، تمكن التنظيم من اختطاف 14 صحفيا ومساعدا اعلامياً، بينهم مراسلين ومصورين وفنيين عاملين في مجالات الهندسة الضوئية والمونتاج وادارة المؤسسات الاعلامية.
وأخبر أحد الصحفيين المحليين ممن تمكن من الهرب من مدينة الموصل، مرصد الحريات الصحفية، أن "الحملة الجماعية للاختطاف التي قام بها مسلحون متطرفون ينتمون لتنظيم "داعش" استهدفت العاملين في فضائية "سما الموصل" تحديدا، التي كان يرأس مجلس إدارتها محافظ نينوى أثيل النجيفي وتمول من خزينة الحكومة المحلية، قبل ان يسيطر عليها مسلحيي "داعش" في العاشر من حزيران 2014".
ويقول الصحفي، الذي يسكن حاليا في مدينة بغداد، ان "مفارز جوالة من التنظيم توزعت على عدد من مناطق المدينة، حيث قاموا بمداهمة منازل الصحفيين والقاء القبض عليهم، ولاقوا معاملة سيئة قبل اصطحابهم لسجن التسفيرات الذي كان يتخذه التنظيم مركزاً للاعتقال وسط المدينة".
وتمكن مرصد الحريات الصحفية (JFO)، من تحديد هوية 11 شخصا من بين 14 من الذين مازلوا يقعون تحت الاحتجاز التعسفي، المصور وليد العكيدي العامل في قناة "سما الموصل"، واحمد رافع وايثار رافع اللذين يعملان في قسم المونتاج، وصالح حسين ومحمد يونس وياسر القيسي وياسر الحاج هاشم ومحمود شاكر وهم من القسم الفني، فضلاً عن المكنى "أبو شهد" الذي تجاوز عقده الخامس والذي يعمل مسؤولا ادارياً في قناة "سما الموصل". بالاضافة الى المراسل قيس طلال والمصورأشرف شامل العبادي، الذان قتلا بعد اختطافهما.
وقال مراسل محلي، مازال محاصر داخل المدينة، أن "عملية الاختطاف الجماعي لفريق عمل قناة "سما الموصل" جاءت بعد "اتهامات وجهها لهم التنظيم بتزويد فضائية "نينوى الغد" بالتقارير الصحفية والاخبار العاجلة من داخل المدينة"، وفضائية "نينوى الغد" تعود ملكيتها لمحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي وتتخذ من كردستان العراق مقرا لها.
المراسل المحلي، الذي كان يتحدث مع مرصد الحريات الصحفية من اطراف مدينة الموصل بحذر شديد خوفا من ان يراه مسلحيي "داعش" وهو يستخدم الهاتف النقال، كشف عن اطلاق سراح تسعة من المختطفين من مجموع الاربعة عشر مختطف من قناة "سما الموصل"، بعد شهر تقريبا، حيث افرج التنظيم في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2014، عن كل من وليد العكيدي، واحمد رافع، وايثار رافع، اضافة إلى صالح حسين، ومحمد يونس، وياسر القيسي، وياسر الحاج هاشم، ومحمود شاكر، فضلاً عن المكنى "أبو شهد".
فيما قال أقارب أحد المختطفين، انهم " تعرضوا لتعذيب شديد من قبل التنظيم قبل الافراج عنهم، محاولين ارغامهم على الاعتراف بتعاملهم مع وسائل إعلام محلية واجنبية وتسريب معلومات عن الوضع العام في المدينة".
واخبر صحفيون محليون في مدينة الموصل، مرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان تنظيم "داعش" المتشدد أقدم على اختطاف الاخوين صميم ومحمد ابراهيم، صباح الاربعاء المصادف 31 كانون الأول/ ديسمبر 2014 من داخل منزلهما في منطقة حي النور، شمال شرق الموصل، قبل ان يقتادهم لاحدى مراكز الاختطاف الخاصة بالتنظيم".
وبعد قرابة أسبوعين من الاحتجاز أفرج التنظيم المتشدد عن المصور الصحفي صميم إبراهيم، الذي سرعان ما غادر المدينة متوجهاً إلى إقليم كردستان العراق، فيما لايزال مصير شقيقه محمد مجهولاً.
ويعمل محمد ابراهيم، الذي ولد في 15 آيار/ مايو1971 مراسلاً لوكالة "عين الاخبارية" إلى جانب شقيقه صميم الذي يعمل مصوراً فوتغرافياً في المؤسسة ذاتها.
وفي الرابع من كانون الثاني/ يناير 2015، اقدم التنظيم المتشدد على إختطاف عبد العزيز محمود مراسل قناة "الموصلية" من منزله في حي الجزائر وسط المدينة، وانهالوا عليه بالضرب قبل ان يعصبوا عينيه ويقتادوه إلى جهة مجهولة.
وبعد سلسلة اتصالات من شخصيات قبلية تبين ان التنظيم احتجز محمود في احد منازل المسؤوليين الحكوميين السابقين التي يتخذها المقاتلين المتشددين مقرا امنياً لهم، وتمكنت تلك الوساطات من إقناع التنظيم إطلاق سراحه بعد تسعة أيام من اختطافه وتعرضه للتعذيب، وهو ما دفعه لمغادرة المدينة خلسة متوجهاً إلى خارج البلاد، بحسب صحفيين محليين.
وفي 25 اب / اغسطس أقدم التنظيم على اختطاف المصور الصحفي عادل الصائغ من منطقة باب الطوب وسط المدينة.
الصائغ، البالغ من العمر 40 عاما، عمل مصوراً صحفياً لفضائية صلاح الدين في الموصل، لسنوات عديدة، حتى اجبر على ترك عمله بشكل نهائي خوفاً من بطش التنظيم المتشدد، وذهب لمزاولة مهنة بسيطة في احد اسواق المدينة، واطلق التنظيم سراحه بعد اسبوعين، بعد التحقيق معه وتعرضه للتعذيب.
ويتحفظ مرصد الحريات الصحفية، عن ذكر أسماء وقضايا 13 صحفياً ومساعداً إعلامياً تعرضوا للاختطاف والتعذيب، قبل ان يفرج عنهم، خلال الفترة الممتدة من العاشر من حزيران/ يونيو 2014 حتى تاريخ نشر التقرير، استجابة لرغبتهم بحجب اسماءهم، خوفاً من أية عمليات انتقامية تتعرض لها عوائلهم التي ما زالت ممنوعة من مغادرة المدينة.
الاحتجاز القسري
وتُظهر أبحاث مرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن بعض الصحفيين المختطفين من قبل "داعش" غالباً ما يصبحون مجهولي المصير، حيث ما يزال 10 صحفيين ومساعدين اعلاميين خطفوا في اوقات متفاوتة لم يعلن عن مصيرهم.
1- حيث مازال مصير الكاتب والصحفي جمال المصري مجهولاً، منذ 4 تموز 2014، لكن يرجح بعض الصحفيين المحليين من داخل الموصل، أن المصري مازال محتجزاً لدى التنظيم ولم يتم اعدامه.
المصري البالغ من العمر 50 عاماً، عمل كمقدم برامج سياسية في قناة الموصلية، وكان يدير حوارات مع قيادات من الاجهزة الامنية، منتقدا خلالها افعال الجماعات المسلحة، احتجزه التنظيم هو وابنه الكبير بعد مداهمة منزله، فيما اطلق سراح ابنه في اليوم التالي، وابقى عليه محتجزا بهدف التحقيق معه.
2- بينما أعتقل في الثالث عشر من آب/أغسطس 2014 الصحفي مهند العكيدي، الذي عمل في العديد من وكالات الانباء المحلية، وعمل ايضاً مونتيراً في فضائيات محلية، بعد مداهمة منزله واقتياده الى احدى مراكز احتجاز جنوبي الموصل.
صحفيون محليون داخل وخارج الموصل، أبلغوا مرصد الحريات الصحفية(JFO)، أن العكيدي ما يزال محتجزاً لدى التنظيم، ويعتقد أحد أقارب العكيدي بان يكون محتجزاً خارج المدينة وتحديدا في سجن قضاء تلعفر.
3- التنظيم المتشدد استمر بملاحقة صحفيي الموصل، حيث أقدم في الثالث من أيلول/سبتمبر 2014 على إختطاف المصور الصحفي علي النوفلي، الذي تجاوز عقده الخامس، جنوبي الموصل.
وأخبر حينها أحد أقارب النوفلي مرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن "عناصر من داعش المتشدد استوقفوا النوفلي قرب منزله في منطقة وادي حجر جنوبي المدينة، وطلبوا منه الترجل من دراجة نارية كان يستقلها، ثم اقتادوه إلى احدى مراكز الاحتجاز وسط المدينة".
عمل النوفلي كمصور صحفي فوتغرافي في العديد من وسائل الإعلام المحلية في المدينة، وله العديد من المعارض الفوتغرافية داخل وخارج البلاد، كان اخرها في المملكة الاردنية الهاشمية.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى مرصد الحريات الصحفية(JFO)، فإن النوفلي ما يزال محتجزاً لدى التنظيم منذ اكثر من عام من اختطافه، ولم يصل ذويه أي إشعار باعدامه، كما لم يظهر اسمه ضمن قائمة الـ 2070 ضحية، من المعدومين التي علقها التنظيم في عدة مناطق في الموصل لمدنيين كان قد اختطفهم التنظيم ونفذ بحقهم حكم الاعدام منذ العاشر من حزيران / يونيو 2014 وحتى تاريخ نشرها، في تموز/ يوليو الماضي، بينهم صحفيين.
4- استمر التنظيم باعتقالاته للصحفيين وخلال منتصف كانون الثاني/ يناير 2015، اختطف التنظيم الصحفي رياض الحيالي رئيس تحرير جريدة "دجلة" بعد ان داهموا منزله.
مصادر صحفية داخل الموصل، أبلغت مرصد الحريات الصحفية بأن "الحيالي" مازال على قيد الحياة، وهو محتجز لدى التنظيم في احد مراكز الاحتجاز وسط المدينة.
5- وفي الثالث من شباط / فبراير 2015 اقدم التنظيم على اختطاف رئيس تحرير جريدة "الميزان" المحلية ذاكر خليل، بتهمة "الخيانة والتجسس" ونقل الأنباء من داخل المدينة بالضد من التنظيم المتشدد.
6- فيما لا يزال مراسل وكالة "عين الاخبارية" محمد ابراهيم مجهول المصير منذ ان اختطف من قبل مسلحي "داعش" في 31 كانون الأول/ديسمبر 2014 من داخل منزله في منطقة حي النور، شمال شرق الموصل قبل ان يقتادهم لاحدى مراكز الاختطاف الخاصة بالتنظيم".
ويتحفظ التقرير على ذكر اربعة حالات اخرى نزولا لرغبة عوائلهم الذين مازالوا محاصرين داخل مدينة الموصل.
الاستيلاء على المؤسسات الاعلامية
بعد العاشر من حزيران/ يونيو 2014 استغل تنظيم "داعش" انهيار القطعات العسكرية والامنية امام الهجوم الذي شنه على الموصل وادى الى سيطرته بالكامل على المدينة، حيث سارع التنظيم المتشدد الى البحث عن جميع المؤسسات الاعلامية هناك.
واستولى مسلحو التنظيم على جميع مقار المؤسسات الصحفية والإعلامية ومحتوياتها، وركز بشكل خاص على المؤسسات الاذاعية والتلفزونية، واحتل مقارها قبل ان يصيبها أي أذى جراء المعارك التي دارت بينه وبين القوات العراقية.
ومنذ الساعات الاولى من انتشار عناصره داخل مدينة الموصل تمكن من وضع يده بالكامل على 8 مؤسسات بث اذاعية وفضائية واخرى تلفزونية ارضية، ليضيف التنظيم الذي يهتم بشكل كبير بجميع اصداراته المرئية والمسموعة تقنيات حديثة حصل عليها من فضائيات "سما الموصل، ونينوى الغد، والموصلية فضلاً عن قناة نينوى الأرضية التابعة لشبكة الإعلام العراقي، بالاضافة لسيطرته على "إذاعة نينوى، إذاعة الرشيد، إذاعة نينوى FM، وإذاعة دار السلام.
ويقول المهندس التقني المتخصص بالبث التلفزوني والفضائي عصام اديب، الذي غادر المدينة ويعيش الآن بين اربيل وبغداد، ان تنظيم "داعش" استخدم الاجهزة الفنية والتقنية المتطورة للمؤسسات الإعلامية بعد الاستيلاء عليها، عند الظهور العلني لزعيمه أبو بكر البغدادي في السابع من تموز/ يوليو 2014 وهو يعتلي منبر جامع النوري الكبير وسط الموصل، وتصويره بطريقة تقنية عالية.
اديب كشف عن دخوله للجامع "فضولا" منه ليشاهد ان الفريق الاعلامي الذي صور خطبة البغدادي "استخدم 4 كاميرات و الـ (Crane shot) لقناة "سما الموصل"، التي كانت مملوكة لمحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي قبل ان يستولي عليها التنظيم.
سكان محليون ابلغو ممثل مرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن مقرات الفضائيات والإذاعات الموصلية، اتخذها التنظيم لمراكز ونقاط اعلامية تابعة له.
واستغل التنظيم مرسلات اذاعية ارضية، تابعة لشبكة الاعلام العراقي، ليطلق منها اذاعة (البيان)، وهي اذاعة موجهة الى مناصريه تبث محاضرات ونشرات وعظية وأفكاره الجهادية، اضافة الى الاناشيد الحماسية وخطب زعيمه ابو بكر البغدادي على موجة (إف إم).
وشغل التنظيم المؤسسات الاعلامية التلفزونية الاخرى ليطلق منها قناة "دابق"، التي تبث تسجيلات عن المعارك في العراق وسوريا، بالاضافة لبث الخطب والاناشيد الحماسية.
التوصيات لتحسين حالة حرية الإعلام في العراق وتوفير حماية أفضل للصحفيين:
تُذكِّر مراسلون بلا حدود بأن جميع أطراف النزاع - دُولاً كانت أم جهات غير حكومية - ملزمة بحماية الصحفيين. فالقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، يحظر على الأطراف الحكومية وغير الحكومية الاستهداف المتعمد للمدنيين، بمن فيهم وسائل الإعلام والصحفيين، حيث تدخل الهجمات ضد الأهداف المدنية في عداد جرائم الحرب.
إلى السلطات العراقية:
• وضع تدابير لحماية الصحفيين المضطرين إلى الفرار من منازلهم أو أماكن إقامتهم المعتادة في بلدهم، وخاصة نحو منطقة الحكم الذاتي الكردية، جرّاء الصراع وبسبب نشاطهم المهني.
• التحقيق بشكل منهجي وشفاف في الهجمات المرتكبة على أراضيها ضد الصحفيين، حتى عندما يُشتبه في ضلوع مسؤولين محليين.
إلى بلدان "الملجأ الأول":
• حماية الصحفيين المنفيين الذين يطلبون اللجوء على أراضيها من المناورات الاضطهادية أو العمليات الانتقامية التي قد تقوم بها بعض الجماعات المسلحة.
• منح تصاريح عمل للاجئين الصحفيين الراغبين في مواصلة أنشطتهم المهنية لتمكينهم من إعالة أنفسهم.
إلى بلدان إعادة التوطين واللجوء: وخصوصاَ الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي:
• إعطاء الأولوية لملفات الصحفيين العراقيين المنفيين.
• تسهيل الوصول إلى مكاتبها القنصلية وإيداع طلبات التأشيرة الإنسانية للصحفيين المضطرين إلى الفرار من بلدهم بسبب أنشطتهم المهنية.
• السماح للصحفيين العراقيين المنفيين بتقديم طلبات اللجوء إلى سفاراتها في بلدان العبور حيث يوجدون وضمان وصولهم السريع إلى أراضيها، في حال قبول الطلب.
إلى الأمم المتحدة:
• لجوء مجلس الأمن إلى المحكمة الجنائية الدولية للنظر في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في العراق، وذلك بهدف وضع حد للإفلات من العقاب. فمن خلال نداء أطلقته مراسلون بلا حدود في أبريلنيسان 2015، ناشدت المنظمة مجلس الأمن الدولي لإحالة الوضع في سوريا والعراق إلى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين في كلا البلدين، باعتبار أن تلك الجرائم تدخل في اختصاصات هذه المحكمة.
• تعيين ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة بشأن مسألة حماية الصحفيين، على أن يتمثل دوره في رصد مدى التزام الدول الأعضاء بالحرص على سلامة الصحفيين من وجهة نظر القانون الدولي.
• استصدار قرار يؤكد على ضرورة قيام الدول الأعضاء بحماية ومساعدة الصحفيين، المحترفين منهم وغير المحترفين، الذين يطلبون اللجوء في تلك البلدان.
• إنشاء آلية إنذار لفائدة الصحفيين اللاجئين في كل مكتب من مكاتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك لضمان الاستفادة بشكل أفضل من تدابير الحماية الشخصية المناسبة وإجراءات إعادة التوطين في حالات الطوارئ وآلية الإخلاء المؤقت في الدول الآمنة الأعضاء في الأمم المتحدة.
اجرى الابحاث واللقاءات احمد الربيعي، حرر التقرير زياد العجيلي، كُتب التقرير بالتعاون مع منظمة مراسلون بلا حدود.