انتعاش الاعلام في العراق بعد الالفيه الجديده لم يلقى رواجا في الكثير من اجزاء البلاد بسبب الاعمال التي حدثت في بلدي العراق بعد عام 2003...
محافظة الانبار ومدنها التي شهدت العديد من المعارك بات العمل الصحفي فيها شبه معدوم و البقية القليلة من الصحفيين باتوا يعملون بصورة سرية مما جعلهم يعيشون في واقع اشبة بالواقع المخابراتي.
اما الصحف العراقية والعربية لم تعد تصل الى مدن المحا فظة او عامة الشعب، لاندلاع اشتباكات مسلحة بين الحين والاخر في شوارع تلك المحافظة، واغلب تلك العمليات لم تميز بين المسلح والصحفي الذي يعمل على نقل الاحداث بهدف ايصال الحقيقة الى الناس.
يعيش اليوم اغلب صحفيوا الانبار خارج اسوار مدينتهم وبعضهم ترك العمل خوفا على حياته او عائلتة، مما جعل مستواهم الاقتصادي وحبهم للعمل يتراجع، بينما تستمر سيطرة المشليات السياسية الجديده على اغلب اجزاء المحافظة
لم تكن رصاصات المسلحين انذاك وحدها تستهدف وتقتل الصحفيين في الانبار بل كانت القوات الامريكية تشارك المسلحين في قتل الاعلاميين واعتقالهم ومنعهم من تغطية الاخبار الساخنة في مدنهم.
وعلى كل حال فان الواقع الذي يعاني منه صحفيوا الانبار، اتهامهم بالولاء الى الجماعات المسلحة او عملهم في القواعد الامريكية المحصنة، ولم يعد يعرف الصحفي بانه ذلك الشخص الذي يعمل في مهنة المتاعب لكي ينور الاخرين بالحقيقة.
وهنا احب ان اصف الاوضاع في الانبار بالمأساوية والمريرة ويقول " نحن نعيش في معتقل كبير واصبحنا في عداد الموتى، عملنا مقيد ولاتوجد حرية في مزاولة عملنا ونحتاج الكثير" من الفرص لايجاد عمل ولكن بحيادية لتوفير ولو جزء بسيط من متطلبات عوائلنا فنحن مجبرون على ترك العمل رغم انوفنا".
وهنا لك عدد كبير من الصحفين في الانبار اصبحوا عاطلين عن العمل اليوم بسب قلة اصدار الصحف وبعض الصحف ومع الاسف الشديد تصدر اليوم عن طريق المقاولات الرخيصة على ايدي الدخلاء المتطفلين...
وان العمل الصحفي في الانبار بات من اصعب المهن و يواجه " تهديدات الجماعات والملشيات السياسيه المسيطرة على واقع الاتبار مما زاد خوفي على حياتي وحياة عائلتي اضافة الى ان المحطات والمؤسسات الاعلامية لافكار معينة يزيد الطين بله بالنسه للصحفيين الذين يعملون في تلك المؤسسات الاعلامية التي لاتتعامل بحياد في نقل الخبر وبعضها الاخر متحزبه وتميل الى طائفه معينه دون الاخرى ومن الخطر جدا التعامل معها هنا في الانبار.
وأن مهنة الصحافة في كافة مدن الانبار تواجه خطر" الانقراض" بعد اهمالها ونسيانها من قبل المؤسسات الحكومية والنقابات المحلية والدولية، وبعد ان اصبحت اليد الطولى في المدينة هي ايادي القوات الامريكية و المسلحين.
وكافة الزملاء يلقون اللوم على الجهات الحكومية والمؤسسات العراقية المعنية بشوؤن الصحفيين ويقول بانها لم تقدم لنا اية تسهيلات ولم تتواصل معنا "،"نحن بأمس الحاجة الى الاندراج في العمل الوطني والمهني والاخلاقي بعيدا كل البعد عن الخنوع والخضوع والمجاملات والمحابات
وباتت الانبار معزولة كليا عن العالم بسبب الاوضاع، فلا صحيفة تصدر في هذه المحافظة.. ولا الصحف الاخرى تصل اليها بينما انتعشت الصحافة في مدن اخرى...
" وان كل مايجري هنا من ظلم وتعسف لاينقل بصورة حيادية ومنصفة ".
ويبقى الوضع الاعلامي في الانبار تشوبه المخاوف وتجهله الكثير من وسائل الاعلام ومايصل اليها يبقى في حدود الممكن فقط.واخيرا من يعمل للصالح العام يضاف الى قوائم الارهاب نعم الارهاب وهنا لا اريد ان اذكر اسماء الصحفيين اللذين يتواجدون حاليا في دول الجوار ومن اللة التوفيق لكافة زملائي الاعزاء... وعذرا لهذا المقال الذي اهد يه لمناسبة عيد الصحافة مع تحياتي....
خالد القره غولي كاتب وصحافي عراقي