يؤكد مرصد الحريات الصحفية ان الشهر الماضي و الحالي تحديدا، قد شهدا تصعيدا خطيرا في مستوى استهداف الصحفيين العراقيين ووسائل الاعلام، ومن خلال تتبع المرصد لحالات الاستهداف تلك وجد انها بمجملها قد تم التخطيط لها بطريقة محكمة تختلف عن سابقاتها. اذ غالبا ماكان المرصد يستطيع من خلال تحقيقاته المبسطه التوصل من خلال الشهود العيان الى ظروف حوادث الاختطاف ومواصفات منفذي العملية وعددهم وغيرها من التفاصيل، الاان المرصد واجه صعوبة في الحصول على تلك المعلومات في الاونة الاخيرة، بالرغم من ان اغلب حوادث الاختطاف حدثت في مناطق اهله بالسكان.
وربما تكون حادثة اختطاف الزميل عثمان المشهداني مراسل صحيفة الوطن السعودية الذي اختطف يوم الثلاثاء الماضي خير دليل على ذلك اذ لم يتمكن مرصدالحريات الصحفية حتى هذه اللحظة من اكتشاف ايا من التفاصيل التي تدور حول حادثة اختطافه التي وقعت في منطقة الشعلة. ومازالت هناك العديد من علامات الاستفهام تشيرالى وجود غموض كبير يلف حادثة اختطاف المشهداني الذي لم يعرف مصيره بعد، ويسجل المشهداني رقما جديدا ضمن لائحة الصحفيين المختطفين الذين مازالوا في عدادالمفقودين.
اما بالنسبة لاستهداف وسائل الاعلام، يجد مرصد الحريات الصحفية ان حادثة تفجير مبنى مجمع قناة " بغداد " الفضائية واذاعة " دار السلام " في حي الجامعة، يشكل بحد ذاته انعطافه في مستوى استهداف الصحفيين ووسائل الاعلام، خاصة اذا علمنا الطريقة التي تم من خلالها تفجير المبنى، فقد بدء منفذي الهجوم باطلاق الرصاص على الحراس الامنيين للمبنى، لتمهيد الطريق امام شاحنة لجمع القمامة كان تتحمل كميات كبيرة من المواد المتفجرة لاقتحام المبنى بهدف تفجيره و ان التفجير تم بفعل حاوية نفايات يقودها انتحاري وهذا واضح جدا من خلال تتبع سياق تنفيذ عملية التفجير. وربما تعد هذه هي اولى حوادث الاستهداف التي تتم بهذه الطريقة، وقد اسفرالهجوم عن مقتل الزميل ثائر احمد جبر معاون مدير القناة و الموظف الاداري نزار حسين واصابة نحو (12) من كوادرها اربعة منهم في حالة خطرة، اضافة الى تدمير الواجه الامامية للبناية والحاق اضراربالغة بالاجهزة والمعدات الفنية ومرسلات البث الخاصة بقناة " بغداد " واذاعة " دارالسلام "، الامر الذي ادى الى ايقاف بثهما لحين استخدام المرسلات البديلة بالاضافة الى احتراق عدد كبير من السيارات التابعة لكادر القناة.
والغريب ان تتوالى حوادث الاستهداف خلال مايقرب من الثمانية واربعين ساعة، فما ان وصلت الانباء باختطاف الزميل عثمان المشهداني حتى فوجئنا بصباح اليوم التالي بالعثور على جثة الزميلة الاذاعية خمائل محسن التي كانت قد اختطفت من منطقة اليرموك، اثناء توجههاالى محل اقامتها في حي العدل - وكان ذلك يوم الثلاثاء الماضي ـ ليتم العثور بعد ذلكعلى جثتها ملقاة على قارعة الطريق في حي الجامعه غرب العاصمة العراقية، والابشع من ذلك استخدام قاتليها لجثمانها ككمين لاجهزة الامن العراقية، فبعد وصول الشرطة العراقية الى موقع جثمانها لانتشاله، واجهوا على الفور سيلا من الاطلاقات النارية، ولم تمضي سوى سويعات على حادثة مقتل الزميلة خمائل حتى وقع حادث تفجير مجمع فضائية بغداد واذاعة دار السلام.
ومع وجود هذا النوع من التصعيد الخطيرجداً ضد الصحفيين والوسائل الاعلامية المختلفة التي يعملون فيها. يطالب مرصدالحريات الصحفية، المنظمات الدولية ومنظمة الامم المتحدة، بالتدخل لايقاف جميعا لانتهاكات التي تطال الصحفيين في هذه المرحلة، خاصة وان المرصد لم يلمس وجود اية تحقيقات امنية، للكشف عن الحقائق التي تكمن في طبية الاستهداف ومن يقف وراءه، ويحذر مرصد الحريات الصحفية من غض النظر عن تلك الانتهاكات التي باتت تؤثر بشكل مباشر على حرية الاعلام في العراق وعلى مهنة الصحافة فيه.