الى الزملاء في نقابة الصحفيين العراقيين
والى جميع الصحفيين الاحرار في العالم
يرحل شهاب التميمي ليقول الكلمة الاكثر جراة وحماسا في العالم، خذوا حياتي فموتي دليل على ما اقول، دليل على جدية السعي والاخلاص للانسان والحقيقة والتحذير من ان الحياة في العراق اصبحت صدفة وان الكلمة الحرة معتقلة تحت التعذيب في سجون التخلف والجهل والامية السياسية.
يرحل شهاب التميمي ليترك محترفي الكتابة يتامى في المهنة امام مسؤوليات كبرى ازاء ماتبقى من قيم في السياسة والاعلام والراي الحر وسط امواج من المجانية والاتهامات وحرف الحقيقة بما لم تشهده مناهج وانظمة الاشارة والتاويل في المذاهب الادبية عموما.
شهاب التميمي الشيخ الذي يمسك بذيل العمر مصرا على الخدمة العامة دقيق الملاحظة حيوي النشاط لذيذ التهكم حاد المواجهة بليغ الطرح متواضع منفتح غني النفس فقير الحال طارد التجار والمزورين والمرتشين والساعين الى دبق المناصب من عديمي الكفاءة، ولزوجة المال الحرام من انصاف الرجال. حاور الموالي والمعارض،واجه الحاكم انتصافا للمحكوم وتحول من فرد يسحب العمر عباءته الى فارس يحج الى محرابه المحرومون من منتسبي المهنة المنتهكة في بلاد الخير الغائب والثراء المنهوب وكوميديا السياسة.
ان قتل شهاب التميمي ورقة جبن وخسة واحتقار لله والانسان.لذلك من الصعب تخيل من قتل التميمي. هل فعلا يوجد في العراق من يحتقر الله!!!؟ ليمطر جسد الصحفي العجوز بالرصاص؟ لاعجب فانه العراق. لاعجب من سوى ان شعبا مثل شعب العراق يتحمل كل هذا الخزي امام شعوب العالم التي نبدو الان اكثرها تخلفا وبدائية ولؤما على الاطلاق.
اليوم اخرج من صمت القلم الذي غص بالعراق وجففت السخافات السياسية والدينية حبره. لانتقم من البياض بالكتابة.منخذلا كل ساعة وكل يوم بخيبة هذا الوطن الذي حكم من اكلي لحوم البشر منذ تاسيسه. البلد الذي لارجال فيه، البلد الذي يدعي الحضارة،ويدعي التنوع ويفخر بما لم يصنعه. بلد المخرفين والكذابين واللصوص والمجرمين والاحزاب المضحكة والتيارات الدينية العفنة. بلد لايعرف مقاومة الاحتلال ولا الافادة منه،لم يتعلم الحوار ولا يجيد استخدام السلاح بلد لايجيد الزراعة والصناعة والكتابة انه يجيد الدم والبكاء. بلد امي بمعنى الامية المقدسة في موروثه الروحي.
بلد، مثقفوه على لوائح القتل، ونساؤه مرعوبات تحت عباءات رجال مرضى. لايعرف شعبه اية جهة تحتله واية جهة تقوده وايهما ارحم الدين ام السياسة، الديكتاتورية ام الاحتلال، العشيرة ام المجتمع المدني، المثقف ام الجلاد ؟
من هذا البلد المضحك الكذبة يشيع شهاب التميمي ليجري دمه مع جداول الدماء التي يتشرف العراق العظيم ب(فسيفساء!) مكوناته والدين الحنيف والحكومة الرشيدة والمقاومة الشريفة والاحتلال الغاشم والدول الشقيقة بانهم يحققون في اسبابها !
هنيئا لشهاب التميمي الذي سادون هذه الكلمات على قبره.
هنيئا للعراقي الذي يموت
وعذرا لله والجبابرة الذين كلفهم بقمع البشر
عذرا فقد خسر هو الاخر جولته في العراق.
alsayah75@hotmail.com