كان لي صديق صحفي نشيط جدا ماانفك يبحث عن التجدد والولوج الى تجارب ومغامرات شيقه.صادفته ذات مرة بعد سقوط النظام عام 2003 حيث العشوائيه وعدم التنظيم تغزو جميع مفردات الحياة حال ما نظرالي بانت على طيات وجهه اللهفه واخذ يسرع خطاه نحوي رفع يمينه كي يلفت انتباهي فيما كانت يساره تمسح العرق المتصبب من جبينه وبعد السلام والتحيه (وشلونك شلونك بعد) اخبرني بانه عثر على جماعه يمولون مشروعا له بتاسيس جريده ويرغب بان يتعاقد معي للعمل بالجريدة المزعومه انتهى اللقاء باالله كريم ويصير خير وذهب صديقي النشيط في طريقه وبعد شهرين صادفته بنفس الصوره وسألته عن مشروعه الفلته فقال لي مبتسما بانه لم يجد الى الان اسما لجريدته لانه كلما اختار اسما تفاجأ بوجود جريدة بذات الاسم ومازال بحثه جار الى هذا اليوم.حال صديقي هذا يعكس واقع حقيقي لاعلام مابعد التغيير هذا الاعلام الذي تدفق بجنون وعشوائية منقطعة النظير وغدا كسيل الماء الجارف المنفتح نحو ارض زراعيه وبدل من ان يسقيها قتل بذورها "حيث الصحف اصبحت اكثر من نصف عدد القراء والقنوات الفضائيه غير المهنيه راحت تتكاثر كما تكاثر الجراد في موسم الصيف واغلبها تنأى بنفسها عن الاطر الاكاديميه في نقل الاخبار او ادارة الدراما وانتاج البرامج ففي الاخبار نجد واقعا مخجلا لمراسلين لا يجيدون حتى اساسيات كتابة الخبر ومحررين لا يصلحون حتى لبيع الخضار حيث غاب التدقييق واصبحت المهنيه والشهاده الجامعيه اشياء ثانوية جدا في اجندة القائمين على العمل الاعلامي اما اذا تحدثنا عن الاعلام الحكومي فسوف نصدم بماساة حقيقيه تبدأ بالقناة الرسميه التي اصر القائمون عليها وعلى مدى خمس سنوات باخلائها عن كل من هو اعلامي حقيقي واستقدام عناصر ما عرف لها تاريخ اعلامي قط تحت شعار (كرايب السيد) تلك العشوائيه وهذا الواقع المؤلم له اسبابه ومسبباته فاضافة الى افرازات سنوات اللاقانون فان صناع القرار العراقي من مشرعين وتنفيذيين مازالوا يتعاملون مع الاعلام كونه مكملا لسياسات احزابهم تحت يافطة اما معي او ضدي فلا هيكلية واضحه للتعامل مع اعلام محترف حقيقي وواقع المؤسسات الاعلاميه الحكوميه خير دليل هذا الصراع بين المهنية واللا مهنيه تجلى بصورة واضحه في داخل الجسد الصحفي الذي يعيش هو الاخر اجواء من الانقسام والتصدع بدأت شرارتها عندما قدمت مسودة قانون حماية الصحفيين الى مجلس النواب واستمرت مع الحملات الانتخابيه التي سبقت انتخاب مجلس نقابي جديد وانفجرت مع ظهور النتائج التي الت الى ما الت اليه لتشتعل بعدها فتيل ازمة وصفها البعض بثورة التغيير الاعلامي التي ربما تضع حدا للانفلات الاعلامي الذي طال امده.