ينعى مرصد الحريات الصحفية الصحفيان اللذان قتلا في تكريت ، يوم أمس، عندما شن مسلحون وانتحاريون يرتدون احزمة ناسفة هجوماً على مبنى محافظة صلاح الدين بسيارة مفخخة وقنابل يدوية. وهما الناشط والصحفي صباح البازي والمراسل الصحفي معمر خضير عبد الواحد.
وبحسب تصريحات مصدر أمني في المحافظة رفض الكشف عن اسمه، قال لمرصد الحريات الصحفية إن "احد الانتحاريين الذين اقتحموا المبنى دخل غرفة تواجد الصحفيين وفجر نفسه مما أدى االى مقتل الزميل البازي بعد اصابته بعدة شظايا في انحاء متفرقة من جسده". وإصابة مصور قناة الفيحاءسعد خالد بجروح بالغة.
والبازي الذي يبلغ من العمر (30 عاما) متزوج ولديه ثلاثة أطفال، هواحد اهم الناشطين الذين يعملون مع مرصد الحريات الصحفية منذ عام 2006 بشكل تطوعي، وكان ينشط في اغلب الاحيان من مدينة سامراء ثم انتقل للعمل مع منظمتنا ليغطى الاحداث في جميع مدن محافظة صلاح الدين، بالاضافة الى عمله مع وكالة رويترز وقناة العربية وقناة السلام.
ويقول زياد العجيلي مدير مرصد الحريات الصحفية، اننا صدمنا بمقتل البازي الذي كان يعمل بكل مهنية وانتظام حيث انه لم ينقطع عن تزويد مرصد الحريات الصحفية بالاخبار والتقارير على الرغم من ان عمله كان بشكل تطوعي ويتحمل مسؤوليات اخرى مع وسائل الاعلام التي يعمل لها.
فيما أبلغت وكالة العين الاعلامية، مرصد الحريات الصحفية، عن مقتل مراسلها معمر خضير عبد الواحد (39 عاماً) في ذات الحادث عندما احتجز ورهائن اخرين داخل مبنى المحافظة.
وبينت الوكالة، ان عبد الواحد، الذي يعمل معها منذ سنتين، احتجز داخل مبنى المحافظة وكان طوال الوقت يزودنا بالاخبار اثناء العملية، الا ان وكالته فقدت الاتصال به قبل اقتحام القوات الامنية المشتركة لمبنى المحافظة مما تبين لهم في وقت لاحق انه قد قتل.
ووببالغ الحزن والأسى يتقدم مرصد الحريات الصحفية تعازيه لعائلتي البازي وعبد الواحد وزملائهما، ويدعوالسلطات الامنية لملاحقة من يقف وراء تلك المجموعة المسلحة التي كان يرتدي بعض أفرادها زي قوات الجيش العراقي وتقديمه الى العدالة.
وتعرض الصحفيون والعاملون معهم في العراق لهجمات متتالية منذُ الغزوالامريكي للبلاد عام 2003، حيث قتل (256) صحفيا عراقيا واجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي ومن ضمنهم البازي وعبد الواحد، وقتل منهم (143) صحفياً بسبب عملهم الصحفي وكذلك (52) فنيا ومساعدا اعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الاجرامية الاخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي، واختطف (64 ) صحفياً ومساعداً اعلامياً قتل اغلبهم ومازال (14) منهم في عداد المفقودين. وفقاً لاحصائيات مرصد الحريات الصحفية.