استمرار الاعتداءات والمضايقات بحق الصحفيين
تعرض عدد من الصحفيين في محافظة النجف لاعتداء بعد تفجير استهدف المدينة يوم 14 كانون الثاني.
قال فاضل العتابي،صحفي حر، لمرصد الحريات الصحفية، ان عدد من منتسبي قيادة شرطة النجف قاموا بالاعتداء بالضرب المبرح على الصحفيين والمصورين والمساعدين الفنيين. وتعرض حيدر حسين، مصور قناة آفاق الفضائية، وعلي علكم، مصور قناة الفيحاء الفضائية، ومراسل قناة الاتجاه حيدرصالح للضرب والاهانة ماادى الى اصابات وكدمات في الوجه وانحاء من الجسد. كما تعرض الصحفي علي الطيارللسب والشتم والكلام البذيء وتم سحب الكاميرا منه وكسرها، حسب ما افاد به العتابي.
طالب مرصد الحريات الصحفية في بيان له مجلس محافظة النجف معاقبة المقصرين من عناصر الامن. وفي يوم التالي، قام بعض الصحفيون بالاعتصام أمام مجلس محافظة النجف احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضولها. وخلال لقاء مع رئيس مجلس المحافظة الشيخ فائد كاظم اكدواالصحفيين انهه يتعرضون للاعتداء احيانا »مما يؤكد النية المبيتة في استهداف متعمد لرسالة الصحفي في إيصال الخبر الصادق،» حسب ما نقلع صحيفة المرايا الالكترونية.
احتجزت دورية للشرطة في ناحية الكفل، جنوب الحلة، فريق من قناة الغدير الفضائية لساعات بدون اي مبرر. احمد شٌبر، مراسل القناة والمصور حيدر سوَيَج كانوفي تغطية اعلامية في الكفل اثناء احتجازهم لمدة ستة ساعات في يوم 11 من كانون الثاني، دون إعطاء مبرر قانوني لاعتقالهم أوتقديم اعتذار لهم.
قال حيد لميتروميديا، "اساةء الشرطة هي انتهاك لحقوق الانسان والصحفي"، وتابع ان الفريق تقدم كل المستمسكات اللازمة لدورية الشرطة ولكنهم لم يعيروا اهتماما لذلك، بل طالبوا وبعد التفجيرات الاخيرة التي وقعت في الحلة بفرض رقابة شديدة على الإعلاميين بسبب قيامهم بتغطية "الإعمال الإرهابية".
قال مركز ميتروللدفاع عن الصحفيين، ان شرطة مدينة دهوك اعتقلت عبالرحمن بامرني رئيس تحرير صحيفة جافدير(مراقب)، وهوشنك شيخ محمد يوم 1 من شباط بعد نشر الصحيفة قصيدة.
حسب اقوال بعض زملاء المعتقلين، انهم قد اعتقلا بتهمة الاساءة للدين على خلفية دعوى قضائية رفعت ضدهم من قبل مجموعة من علماء الدين في دهوك.
وابدى المركز قلقه من اعتقال الصحفيين حسب قوانين النظام السابق، في الوقت الذي تم اصدار قانون تنظيم العمل الصحفي في اقليم كوردستان قبل اكثر من عام. تم اطلاق سراح الصحفيين في يوم 3 من شباط بكفالة.
وجهت الى الصحفيين تهم حسب المادة 372 من قانون العقوبات العراقي، وفي حالة الادانة يواجهان عقوبة السجن.حسب قانون العمل الصحفي في اقليم كوردستان الذي اقر من قبل البرلمان الكوردستاني في ايلول من عام 2008، فأنه يمنع محاكمة الصحفي لحالات الاساءة للدين بقوانين العقوبات العراقية.
صحيفة جافدير يصدرها مكتب المنظمات الديمقراطية للاتحاد الوطني الكوردستاني.
تعرض الصحفي صباح علي قارمان لمحاولة من قبل مجموعة اشخاص في مدينة كفري، جنوب محافظة السليمانية، في يوم 19 كانون الثاني.
وقال صباح لمركز ميتروللدفاع عن الصحفيين، ان مجموعة من الاشخاص حاولوا اختطافه مساء يوم 19 كانون الثاني في قضاء كفري فيما كان في طريق عودته الى المنزل "كانت سيارة جيب لونها رصاصي يستقلها ثلاث اشخاص يلبسون الزي المدني،احدهم حاول سحبي الى داخل السيارة ولكني صرخت وهربت وانقذت نفسي".
واضاف قبل هذا الحادث اجري معي مقابلة في اذاعة محلية بقضاء كلار، انتقدت الحكومة بسبب قلة الخدمات في قضاء كفري.
بعد الحادث بيوم، سجل صباح دعوى قضائية ضد ما سماهم بـ "منفذي محاولة الاختطاف".
وقال مسؤولر الشرطة والآسايش في كفري لمركز ميتروانهم بدأوا بالتحقيقات الاولية في الحادث.
وطالب المركز السلطات "باعتقال منفذي محاولة الاختطاف فورا، وتقديمهم الى المحاكمة".
صباح هواحد الناشطين في مركز كوردوسايت، وهي منظمة غيرحكومية خاصة بتعريف جرائم الانفال وحلبجة للرأي العام الداخلي والخارجي فضلا عن عمله كصحفي مستقل.
تعرض الصحفي عمر الدليمي، رئيس رابطة الاعلاميين الموحدة في ديالى، لاعتداء من قبل أحد مرافقي محافظ ديالى داخل قسم الإعلام والعلاقات في مبنى الإدارة المحلية وسط مدينة بعقوبة بحضور العديد من الإعلاميين والصحافيين في الاول من شباط، حسب ما أفادته وكالات الانباء.
وقال بيان من رابطة الاعلاميين الموحدة ان الحادث جاء بعد ان نشرت جريدة البرلمان الجديد، التي يعمل الدليمي كرئيس التحرير لها، قصيدة في يوم 31 من كانون الثاني للشاعر ابراهيم الخياط، عضوالمكتب التنفيذي لاتحاد ادباء وكتاب العراق، فهم منها الاساءة لشخص السيد المحافظ.
واضاف البيان ان الدليمي تعرض لاعتداء في مكتب مدير اعلام المحافظ، نايف مغيثي، ظُهر الاول من شباط وبحضور عدد من الإعلاميين والصحافيين، "اننا في رابطة الاعلاميين الموحدة وادارة وتحرير صحيفة البرلمان الجديد نحتفظ بحقنا في الرد قانونيا على الاعتداء الذي تعرض له رئيس الرابطة ورئيس تحرير الصحيفة".
قال تراث محمود، مسؤول المكتب الإعلامي لمحافظ ديالى، لوكالة السومرية نيوز ان "مذكرة رسمية تم رفعها إلى محافظ ديالى حول ملابسات الحادث وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الشأن".
قامت عناصر امنية تابعة لعمليات بغداد بالاعتداء على مراسل القناة البغدادية، علي الخالدي، في حي القاهرة شمال بغداد، يوم 24 من كانون الثاني. وقال طالب السعدون، مدير مكتب قناة البغدادية، لمرصد الحريات الصحفية، ان عناصر امنية قامت بالاعتداء على علي الخالدي، مراسل القناة، في حي القاهرة، شمال العاصمة، "ووجهت له الشتائم والضرب المبرح وكسرت كاميرا التصوير ثم قامت باحتجازه لفترة".
قام عناصر من شرطة النجف في احدى السيطرات المقامة عند مدخل المدينة بمنع الفريق الاعلامي الخاص بقناة الحرة عراق من دخول البلدة يوم 24 من كانون الثاني. قال حيدر البدري، مراسل قناة الحرة عراق في محافظة بابل، لمرصد الحريات الصحفية، انه وعدد من زملائه كانوا متوجهين الى مدينة النجف حين منعتهم سيطرة تابعة الى شرطة المحافظة من الدخول بحجة انهم يحملون كاميرات تلفزيون.
واضاف البدري ان عناصر السيطرة اوقفوا السيارة الخاصة بهم مطالبين بالتفتيش، "وحين ابلغناهم بأننا صحفيون اصروا على تفتيش السيارة ثم ابلغونا بعدم السماح لنا بدخول النجف لاننا نحمل الكاميرات الخاصة بفريق العمل، وحاولنا قدر الامكان باقناعهم باهمية وصولنا (لزيارة المكتب الاقليمي للقناة في النجف)... دون جدوى".
وبعد ساعات، تدخل مراسل القناة في النجف للاستحصال على موافقة من قيادة الشرطة حصلوعلى موافقة الدخول المدينة.
أبلغ فاضل رشاد مراسل صحيفة الحياة اللندنية في النجف الاشرف، مرصد الحريات الصحفية، ان مجلس محافظة النجف رفع دعوى قضائية ضده على خلفية نشر تقرير اخباري في الصحيفة الحياة،يوم 24 من كانون الثاني، عن ابعاد البعثيين عن المحافظة عقب التفجيرات التي ضربت المدينة وامهالهم مدة يوم واحد. وقال فاضل انه استدعي الى اللجنة الامنية في المجلس حيث طلب اليه (منه) احد المسوؤلين ان يكشف الاسماء للاشخاص الذين ادلوا بتصريحات صحفية له ليتم سحب الدعوى المرفوعة امام محكمة النجف الا أنه رفض الطلب.
قال فاضل انه استلم عبر بريده الالكتروني بيانا من مجلس المحافظة عن ابعاد البعثيين كبقية المراسلين والصحفيين المتواجدين في المحافظة وغيرها وانه عمل تقريرا اخباريا حول الموضوع.
ودعا مرصد الحريات الصحفية مجلس المحافظة بعدم الضغط على الصحفيين لكشف مصادر معلوماتهم.
صحافة حرة وصحافة رهن الاشارة
انتقد المشاركون في ندوة لمركز ميتروللدفاع عن الصحفيين الاسس المتبعة في سياسية النشر لدى الصحف المحلية واعتبروها تخطوباتجاه المعارضة السياسية وفقدان استقلاليتها.
وقال علي زلمي من صحيفة خورمال، جريدة نصف شهرية تصدر في ناحية خورمال، جنوب شرق السليمانية، ان بعض الصحف المحلية تنشر اخبارا وتقاريرا لا تنسجم مع رسالة الصحافة الحرة ان "الصحف الاهلية بدات تفقد جزءا من اسقلاليتها اثناء الصراعات التي تنشأ بين الاحزاب السياسية".
وناقش المشاركون، في الندوة التي اقيمت في مدينة السليمانية في الفترة 16-18 كانون الثاني، أهمية التزام الصحفي بالحيادية والدقة اثناء تغطية المناقشات والمشاكل السياسية بين الاحزاب وعدم التحيز لطرف ضد طرف مقابل.
وقالت نهلة مبارك مراسلة صحيفة جاودير في دهوك، يصدرها مكتب المنظمات للاتحاد الوطني، مهما كبر الصراع السياسي في الاقليم يجب ان لاتنجر الصحف لابراز طرف ضد الاخر، ونشر آراء طرف، دون الاشارة الى الراي المقابل، "غالبا ما نقرأ (وجهة نظر) طرف وغياب تام لطرف آخر سياسيا وفكريا... وكأن الصحف اصبحت منبرا للمعارضة".
توجد في اقليم كوردستان اكثر من 800 قناة اعلامية، غالبيتها صحف ومجلات، حسب احصاءات رسمية لنقابة صحفيي كوردستان.
اعرب المشاركون عن قلقهم من ظاهرة اغلاق منافذ المعلومات بوجه الصحافة الحرة وازدياد ملحوظ في عدد الصحف والمجلات وبالتالي ركود في حركة مبيعاتها. وقال ازاد مصطفى من صحيفة أفرو، تصدر في دهوك ان "الركض وراء العناوين المغرية اصبحت ظاهرة تتسم بها بعض الصحف الكوردستانية". وتساءل "في ظل هذه الاجواء كيف نكسب القارئ؟"
واشار مصطفى ايضا الى الاوضاع المادية التي تمر بها بعض الصحف وخصوصا ان المؤسسات الاعلامية لا توفر دخلا يجعل الصحيفة تتمتع بالاستقلالية. وقال "اغلب الصحف التي تصدر باسم الصحف والمجلات المستقلة والاهلية مصدرها المالي اما غير شفاف اوتستلم من الاحزاب اوالحكومة" واضاف "اعتقد هوالسبب الاساسي لجر الصحف الى معارك الاحزاب التي لا تنتهي ونسيان هموم المواطنين".
اما برور جليل مصطفى، مراسل صحيفة آوينة، تصدرها شركة آوينة، كان اكثر تفاؤلاً حول مستقبل الصحافة الحرة، "صحافتنا الحرة ستتجاوز بعض السلبيات التي رافقتها في مسيرتها".
واختتم برور قوله، "يجب ان تثار اخطاء الصحافة الحزبية والصحافة الحرة في ندوات كهذه وتنشر في الصحافة والقنوات الاعلامية الاخرى" مطالبا التمييز بين "الصحافة الحرة وصحافة رهن الاشارة" حسب قوله.
دور الصحافة في المرحلة الراهنة
محمد الكرخي
الوضع الراهن في العراق يلقي على عاتق الصحافة والصحفي مسؤولية كبيرة إلى الحد الذي يجعل الكثير من الكتاب يفقدون صفتهم كصحافي لأنهم لا يؤدون مهمتهم الملقاة على عاتقهم وفقا لمتطلبات المهنة ووفقا لمتطلبات المرحلة.
إن على الصحفي أن يضطلع بمسؤولياته خصوصا بالمرحلة الحالية التي هي مرحلة مخاض عسير في كافة ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية. وبذلك يترتب على الصحفي أن يكون ملتزما بنقل الخبر كما تراه عدسة الكاميرا وحرا في التحليل للمشكلات والأحداث والمتغيرات التي تفرزها التغيرات وعلى أن لا ينحاز بتعصب إلى أي جهة كانت وان يكون التحليل موضوعيا نابعا من ضمير حي ومستند إلى وقائع ثابتة بالدليل.
فلا يجب على الصحفي أن يتحدد بالمسائل السياسية وبسياسة مؤدلجة لا يحيد عنها إلى غيرها لذلك قلنا بأن استقلال الصحفي شرط مهم وأساس لتأدية الأمانة الصحفية وشرف المهنة.
ومما لا شك فيه إننا ورثنا أوضاعا سياسية واجتماعية واقتصادية تختلف جذريا عن توجهات وتطلعات المرحلة الراهنة، وهي مرحلة بناء الديمقراطية أومرحلة الحرية الفكرية.
إلا إننا، مع الأسف الشديد، لم نجد من الصحفيين إلا نادرا من تناول معالجة هذه التوجهات والتصدي لهذه المواضيع بجدية إلا بقدر ما يدعوبه إلى الفئة أوالطائفة أوالقومية ويكرس كل إمكانياته من اجل أن يبرز إن حزبه أوفئته أوانتمائه.
مناقشة هذه المسائل بتفاصيلها مهمة الصحفي الحقيقي الذي يتطلع إلى بناء وطن وشعب ودولة ديمقراطية.
إن على صحفيينا أن يعملوا بما لديهم من جهد وإمكانية من اجل مناقشة مثل هكذا أمور بدءا من العملية السياسية والدستور والانتخابات والفساد الإداري، وتوفير الأمن وحقوق معالجة النفايات وتنظيف شوارع المدن وتوفير سكن المواطنين.
ثم إن الصحافة والإعلام هي جزء من تكوين الرأي العام، لذلك فلها اليد الطولى في تكوين أوتوجيه الرأي العام بهذا الاتجاه ليس من باب التحريض على الحكومة لكن من اجل بناء دولة حديثة وبناء الانسان الحر الجديد المؤمن باحترام الرأي الآخر والمؤمن بالديمقراطية الحقة على أن يفهم إن الديمقراطية ليست الانتخابات فقط بل أن الانتخابات جزء من الديمقراطية.
محمد الكرخي، المستشار القانوني لمعهد صحافة الحرب والسلام
الأسعافات الأولية ضمن إطار عمل
معهد صحافة الحرب والسلام
آر. أو. ماكنزي
ما يقرب من سنة ونصف مضت ألتحقتُ بمعهد صحافة الحرب والسلام وُطلب مني إعداد برنامج تدريبي للصحفيين العراقيين يعتمد على أسلوب التحرك والعمل ضمن بيئة معادية.
لقد فكرتُ بالأمر ملياً ووجدت إنه يتحتم إعداده وفقاً إلى البيئة السلبية الموجودة وبموجب دورات تدريبية طبية التي على الصحفيين الغربيين إجتيازها قبل العمل في هذه البيئات الحرجة وكما هوالحال في دول تصنف على هذا الأساس مثل العراق واليمن وأفغانستان.
وقد أرتأيت أن يكون محتوى الدورة بالشكل التالي: 50% تحت عنوان البيئة المعادية و50% تحت عنوان التدريب الطبي، لأنك حينما تعمل في مثل هذه البيئات فمن المحتمل جداً إصابتك أنت أوأحد زملائك بالحطام المتطاير الناتج عن إنفجار قنبلة أورصاصة طائشة أنطلقت إثر معركة بالأسلحة النارية.
في حقيقة الأمر هنالك عدد كبير من السيناريوهات التي من الممكن أن يستحضرها المرء في ذهنه أخذاً بنظر الإعتبارمن الممكن أن يُقتل الصحفي أويُصاب بجروح بينما هويمضي في تنفيذ مهمته الصحفية ضمن ميادين عمله كصحفي.
وهكذا يتجلى القصد من وراء إقامة دورات تدريبية على البيئة المعادية والأسعافات الطبية والتي من خلالها يتم التدريب الطبي لطلبتنا على جوانب منها: المجاري التنفسية والتنفس والدورة الدموية ومعالجة الجروح الناتجة عن طلق ناري أوقنبلة مفجورة والحروق وكسور في العظام مع المعالجة والعناية بالضحايا الذين يعانون من إصابات متعددة.
يهدف التدريب جعل الطالب المتدرب أوالصحفي قادراً على الحفاظ على حياة زملائه ما يكفي من الوقت لحين وصول المنقذين الأكثر تمرساً وتخصصاً لإنقاذ حياة المصابين مثل سيارة الإسعاف بطاقمها من أطباء وممرضين وبمعداتها الطبية.
وعلينا أن نتذكر إن معظم الضحايا الذين ما يزالوا على قيد الحياة بعد مثل هذا المصاب الأليم كإنفجار قنبلة، هم غالباً ما يموتوا قبل وصول خدمات الطواريء اللازمة إليهم.
إنها تلك الدقائق الحاسمة للغاية التي تسبق وصول خدمات الإسعاف الطارئة إلى موقع الحادث والتي يمكن أن يبرز خلالها دور الصحفيون المتدربون لدى معهد صحافة الحرب والسلام المزودون بالمعرفة الطبية التي تلقوها إبان فترة تدريبهم في المعهد لإنجاز مهامهم الطبية الطارئة التي تدربوا عليها والتي من شأنها ضمان بقاء زملائهم على قيد الحياة ريثما تصل خدمات الإسعاف المتخصصة.
آر. أو. ماكنزي، نائب رئيس البعثة في العراق
ميثاق الأخلاق: الحجر الأساس لكل منظمة اعلامية
تياري راث
هناك ميثاق أخلاقي في جوهر كل منظمة اعلامية ذات مصداقية. يقدم هذا الميثاق الارشادات للصحفيين الذين يجب عليهم ان يتخذوا وبشكل يومي قرارات تؤثر على قرائهم ومصادرهم.
ينبغي على كل منظمة اعلامية أوصحفي ان يتبنى ميثاقاً أخلاقياً -حسب الاختيار الشخصي- يؤسس لقيمهم ومهامهم. كما ويجب ان لا يتم التبني أسمياً فقط، بل بدلاً من ذلك عليهم ان يرجعوا إلى ميثاقهم بين حين وآخر ويطبقوه في حالات القرارات التحريرية الاعلامية.
تُجهد منظمات اعلامية ذات مصداقية في سبيل الحقيقة والدقة والاستقلالية والنزاهة والموضوعية. ان أغلب المواثيق الأخلاقية تشير الى هذه القيم بشكل واضح وتُقدم الارشادات لمساعدة الصحفيين على ممارسة الحرفية الموضوعية للصحافة.
فعلى سبيل المثال يشير الميثاق الأخلاقي لجمعية الصحفيين المحترفيين SPJ في الولايات المتحدة بانه ينبغي على الصحفيين "اختبار صحة الخبر من جميع المصادر" "والأجتهاد في تقصي الاشخاص في التقارير الاخبارية وإعطائهم الفرصة للرد على الادعاءات بشأن المخالفات المزعومة ضدهم".
ان أكثر المواثيق الأخلاقية الصحفية احترافاً تأخذ بعين الاعتبار القيم الصحفية وحدها. وتُركز على الدقة والنزاهة والاستقلالية وقول الحقيقة- وهذه تمثل جوهر الصحافة.
تساعد المواثيق الأخلاقية الصحفيين على التحرك في المناطق الضبابية. فعلى سبيل المثال: من الممكن إعطاء السرية لمصدر ما بعدم الكشف عن هويته، وذلك بالرغم من ان فعل ذلك يعني ان الصحفي لا يقول الحقيقة كاملةً، ولكن جمعية الصحفيين المحترفيين تطالب الصحفيين بان يسألوا عن دوافع المصدر قبل إعطائه وعداً بعدم الكشف عن هويته، وان يحافظوا على وعدهم في حال قطعه.
في حين انه من الضرورة ان يُطور اوتتبنى كل منظمة اعلامية ميثاق أخلاق يعكس قيمها، فينبغي ان يكون هذا القرار طوعياً. فالمواثيق الأخلاقية ليست جملة قوانين، ولا يمكن فرضها على الصحفيين كما لا يمكن الإلتزام بها من قبل أي شخص باستثناء الصحفيين داخل المنظمة الاعلامية.
في حين انه من الضرورة ان يُطور اويتبنى كل منظمة اعلامية ميثاق أخلاق يعكس قيمها، فينبغي ان يكون هذا القرار طوعياً. فالميثاقات الأخلاقية ليست جملة قوانين، ولا يمكن فرضها على الصحفيين كما لا يمكن إلتزام بها من قبل أي شخص باستثناء الصحفيين داخل المنظمة الاعلامية.
ويعود للمحررين القرار النهائي في إنزال العقوبة بالعاملين الذين يخرقون الميثاق الأخلاقي، ويتحدد ذلك بنوعية الخرق وخطورته. فعلى سبيل المثال، ان أغلب المنظمات الاعلامية تطرد الصحفيين الذين يسرقون المقالات أويختلقون المعلومات.
وللأمثلة على المواثيق الأخلاقية، أرجوزيارة مواقع جمعية الصحفيين المحترفين (المبادئ الأخلاقية باللغتين العربية والأنكليزية) والجزيرة والعربية والفيدرالية العالمية للصحفيين.
تياري راث، مديرة التحرير في معهد صحافة الحرب والسلام في العراق.
قصة صحفيَّين
هيوا عثمان
بعد الخلاص من الحكم الشمولي في العراق، كنا نعتقد انه بعد سنوات قليلة سيقدم اعلام العراق الجديد نموذجما يحتذى به في المنطقة.
ولكن وبالرغم من الكم الهائل من الدورات الصحفية الموجودة اليوم داخل وخارج العراق وكذلك المعاهد والمؤسسات التدريبية المتنوعة والمبالغ الهائلة التي تصرف على تدريب الصحفيين، لا زال اعلامنا يعاني من انفصام حاد في الشخصية! يقول شيئا ويفعل الآخر.
أحد الأسباب هووجود نوعين من الصحفيين: صحفي خطوط الامامية وصحفي الدورات. الفرق بينهما شاسع وكل منهما يراوح في مكانه.
لوتمكننا في تقليص الفارق بينهما لتقدم وضع اعلامنا وتطور.
هذه بعض الفوارق بين الصحفيين:
الاول: يعتاش على التقارير التي يخاطر بحياته في غالب الوقت من أجل كتابتها ويرسلها الى الوكالات.
الثاني: يعيش على المخصصات اليومية للدورات وأجور النقل.
الاول: خبرته كبيرة بكل المسؤولين والمصادر التي من الممكن أن تعطيه التعليقات والاخبار حول الأحداث التي تجرى حوله. الثاني: خبير بكل المدربين والمنسقين المحليين للدورات التي تجرى في جميع الاماكن والمعاهد التدريبية.
الاول: لا وقت لديه لحضور الدورات.
الثاني: لا وقت لديه للممارسة الصحافة.
أثناء الازمات: يتنقل الاول من مؤتمر الصحفي الى آخر، الثاني من دورة الى آخرى، حول كيفيه تغطية الازمة التي تدور في البلاد اثناء وقت الدورة.
الاول: يريد أن يكون له السبق الصحفي دائما.
الثاني: يريد أن تكون له الاولوية في جميع الدورات، حتى اذا كانت حول تربية الدواجن.
الاول: يعرف جميع أماكن المدينة، وتكون هذه الأماكن عادة الاكثر عوزا والاقل خدماتً، يعرف جميع المستشفيات، مراكز الشرطة، الطب العدلي، دور الايتام والملاجيء.
الثاني: يعرف كل فنادق أربيل السليمانية، عمان، بيروت...الخ، يعرف جميع المطاعم وأماكن التسوق في تلك المدن.
الاول: حاسوبه قديم، هاتفة النقال لا يسجل الصوت والصورة. الثاني: حاسوبه من أحدث ما يكون، عمر نقاله شهرين آلة تصويره هي الاحدث.
الاول: خبير بكتابه التقارير الصحفية الجيدة وبلغة سليمة. الثاني: خبير بكتابه طلبات تقديم للدورات وال CV.
الاول: أرشيفه الصوري يلخص تاريخ مدينته الحديث وصور جميع الشخصيات التي قد يحتاج الى صورها عند كتابة التقارير.
الثاني: أرشيفه الصوري يلخص جميع زياراته الى تلك المدن ويوثق جميع المطاعم، السفرات، الفنادق والأماكن السياحية الأخرى.
يظهر اسم الاول على صفحات الجرائد والمواقع الاكترونية ونشرات الاخبار.
الثاني: اسمه في لوائح المتدربين وعلى وصولات الفنادق والمطاعم واستلام المخصصات اليومية.
واترك بقية الفوارق لكم.
هيوا عثمان، مدير التحرير والتدريب في معهد صحافة الحرب والسلام - العراق