كيف يمكن ان نتاثر ايجابا بالتقاليد المهنية المتبعة في الصحافة الغربية،ومنها الامريكية تحديدا ؟ الوجود الامريكي في العراق مضي عليه اكثر من نصف عقد من الزمن وكان العديد من الصحفيين ووسائل الاعلام الامريكية، تواجدوا بالفعل خلال هذه المدة في البلاد وكان لهم تواصل مباشر وغير مباشر مع نظرائهم العراقيين والمؤسسات الاعلامية المحلية الناشئة..
في الايام الماضية اتخذت صحيفة الواشنطن بوست سلسلة اجراءات للحفاظ علي ماء الوجه بعد ان تكشفت ممارسات تقدح بالاخلاق المهنية من قبل ادارة الصحيفة وكانت احدي الصحف تعني بالاخبار السياسية (بوليتيكو) تحدثت عن قيام الواشنطن بالترويج للقاءات مدفوعة الثمن تتيح الفرصة للقاء كبار المسؤولين الامريكيين من قبل صحفيين ووسائل اعلام مقابل دفع مبالغ مالية قد تصل الي ربع مليون دولار..
الصحيفة كشفت عن اللعبة التي قام بها قسم التسويق الذي بعث بنشرات اعلانية للترويج لحفلات عشاء.. ويبدو ان السبب كان لتحقيق لقاءات هادئة ودون ضجيج للحديث المباشر والحصول علي المعلومات الصحفية..
كان من المقرر ان تكون اللقاءات في بيت الرئيس التنفيذي للواشنطن بوست كاثرين ويماوث التي اعلنت البراءة من الاجراء الذي قام به قسم التسويق وادعت انها لم تكن علي علم بذلك، ولو كان المقترح مر عليها لكانت منعته، وهو امر يثير الريبة.. فكيف مر الاعلان من صالة التحرير ومنها دون ان يلتفتوا اليه وربما ليس الهدف هو البحث فيما اذا مر الاعلان ام لم يمر بقدر البحث في الوسائل التي تجعل من الصحافة عنصر ضغظ حقيقي علي جهات القرار ومراقبة سلوكيات الادارات العامة..
كاثرين ويماوث اعتذرت في مقال عريض نشرته بوست واعادت نشره صحيفة عربية للقراء، واشارت الي ان المشروع المزمع خرج من مساره وهو ما يتناقض مع قولها (ان النشرة الاعلامية لم تخضع للتفحص من جانبي)
فهي تقول ان المشروع خرج عن مساره ما يعني انها علي علم به.
الصالون كان مؤملا له ان يعقد في 21 تموز الجاري في منزل اويماوث لتحسين الرعاية الصحية ويضم تجمعا لعشرين ضيفا بمن فيهم مسؤولون في البيت الابيض والكونغرس وقادة اعمال وجماعات ضغط..
مبرر الادارة انها ارادت توفير اجواء حيادية وغير رسمية.. لكن الحقيقة ان الازمة المالية اضعفت حضور الصحف بشكل لافت في الولايات المتحدة وبدأ الناشرون يبحثون عن مصادر تمويل حتي لو كانت عن طريق (جلسات خاصة )يرعاها اشخاص وهو ما يؤثر في اخلاقيات المهنة وحيادية العمل الصحفي..