يدعو مركز ميترو ممثل مرصد الحريات الصحفية في كردستان، عدم اتخاذ الاخطاء المهنية التي نشرتها مجلة (جربة) مبررا للتضييق على حرية الصحافة والتخندق ضد قانون العمل الصحفي.

 فقد نشرت مجلة (جربة) في عددها المرقم 14 والصادر بتاريخ 2/5/2012 مادة بعنوان (بنات الله) تضمنت أساءة للدين الاسلامي، والمادة المنشورة هي لكاتب يعيش في اوربا، وقد قامت المجلة بأخذ المقالة من صفحة الكاتب مباشرة ونشرها.

 وقد رصد مركز ميترو حالة الغضب والاعتراض على تلك المادة، والذي تطور الى تهديد لمعيشة وحياة العاملين في المجلة، علما انه تم جمع اعداد المجلة من الاسواق.

 وقال نائب رئيس تحرير مجلة جربة برهم شيخ عزالدين، لمركز ميترو "هناك مخاطر جدية على حياتنا، وقد بدأت عائلاتنا تحس بتلك المخاطر، فقد بدأت التهديدات تصل لي وللعاملين في المجلة بواسطة التلفونات من عدد من الارقام غير المعروفة" واضاف برهم "ان اخذ هذه المادة ونشرها هو في الحقيقة لمصلحة الدين الاسلامي، ولكن بعض الناس وبعض الجهات، سخروا ذلك لاغراض سياسية، وبدأوا الان باستغلالها في خطبهم لتحريض الناس ضدنا، بحيث وصلت الحالة الى تكفيرنا وتحليل الاعتداء علينا".

 من جهته اكد مسوؤل الارشيف في مجلة جربة روستم سورجي، لمركز ميترو "تم تهديدي لمرتين عبر التلفون من رقمين غير معروفين"، احدهما عبارة عن رسالة تضمنت مايلي "أعرفك جيدا ياسورجي ياكافر وملحد، أقسم بالله، انه وخلال 3 أيام، اذا لم تعلن انت والعاملين في المجلة وعبر وسائل الاعلام عن التوبة وطلب العفو من الله والمؤمنين، فأنكم سترون افعالا لن تنسوها ابدا". والتهديد الآخر عبارة عن اتصال تلفوني جاء فيه " عندما القاك غدا، سترى ماسأفعله بك". (ويحتفظ مركز ميترو بأرقام التلفونات التي وردت منها التهديدات).

 وقد ادانت عدة جهات سياسية ورسمية نشر هذه المادة، وطالب عدد منهم بأصدار قانون للمحافظة على "المقدسات" وعدم التعرض لها.

 وادان رئيس اقليم كوردستان بشكل رسمي المجلة لقيامها بنشر تلك المادة، في مؤتمر صحفي عقده مع مجموعة من رجال الدين، حيث قال "أدين وبشدة المادة المنشورة في مجلة جربة...واقف بشدة ضد اي اساءة ترتكب بحق الدين الاسلامي" وأكد "ان هذا الحدث يجعلنا نطالب برلمان اقليم كوردستان وبأسرع وقت ان يعد مشروع قانون لوضع حد لايمكن تجاوزه ضد اي استهانة او اساءة لمقدسات الدين الاسلامي الشريف".
 ويمكن الاشارة، انه بعد ذلك قام العاملين في المجلة بسحبها من الاسواق والاعتذار عما حصل، ولكن أمس 6/5 وفي الفترة المتبقية من اجتماع اقليم كوردستان، طالبت لجنة الشوؤن الدينية واللجنة القانونية ولجنة حقوق الانسان واتحاد علماء الدين ونقابة الصحفيين بغلق مجلة جربة، ومقابل ذلك اصر اتحاد علماء الدين ووزارة الاوقاف برفع دعوى قانونية ضد المجلة.

 وقد اتصل مركز ميترو رئيس لجنة الشوؤن الدينية في برلمان اقليم كوردستان الدكتور (بشير حداد)، حول موضوع غلق المجلة، فقال "نحن أخترنا مسألة غلق المجلة ووضعها تحت ايديهم، من اجل تهدئة الشارع الكوردي والرأي العام، او نقوم نحن لجنة الشوؤن الدينية في برلمان اقليم كوردستان واتحاد علماء الدين الاسلامي ووزارة الاوقاف، برفع دعوى قضائية، ولكنهم يعتقدون ان رفع دعوى قضائية امام المحاكم سيستغرق وقت طويل، وبهذه الطريقة سنقبل ونكتفي بغلق المجلة".

واضاف د.بشير " نحن أبلغنا المسوؤلين في محافظة اربيل بضرورة المحافظة على حياة العاملين في مجلة جربة، حتى تنتهي هذه الازمة وتعود الاوضاع الى طبيعتها، وفي نفس الوقت من المهم ان لايقوم بعض رجال الدين بأصدار فتاوي على هواهم، وان يقوم اتحاد علماء المسلمين ووزارة الاوقاف بأتخاذ اجراءات عقابية ضد كل من يقوم بذلك، وقد بادر بالفعل وزير الاوقاف بالاجتماع برجال الدين من اجل هذا الغرض".

 يوكد مركز ميترو ان قانون العمل الصحفي أشار بصورة واضحة، الى رفضه لأي تعرض او  استهانة بجميع الاديان ورموزها، ووضع مقابل ذلك عقوبات لم لايلتزم بذلك، تتمثل في فرض غرامة مالية سواء على الصحفي المخالف او على صحيفته.

 يطالب مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، بأن لاتكون المادة المنشورة في مجلة جربة مبررا للتضييق على حرية الصحافة والتخندق ضد قانون العمل الصحفي.

 وفي الوقت الذي يدين فيه مركز ميترو اي تهديد ضد العاملين في المجلة، فأنه يطالب الحكومة بالحفاظ على حياة العاملين في مجلة جربة.

 ان مركز ميترو الذي طالب في اوقات ومناسبات مختلفة، من السلطات الالتزام بالحفاظ على حقوق وامتيازات الصحفيين وتنفيذها، فأنه بنفس الطريقة، طلب من الصحفيين التعامل بدقة مع الالتزامات المطلوبة منهم، وابعاد انفسهم عن اي اساءة او امتهان لمقدسات المجتمع، والالتزام بقانون الصحافة المعمول به في اقليم كوردستان.