تلقى عدد من صحفيي مدينة البصرة جنوب العراق تهديدات بالقتل، تسببت بعرقلة عملهم و ملازمة مكاتبهم، فيما اقرت السلطات المحلية و الامنية في المدينة بعجزها عن تحديد الجهات التي قامت بتهديد الصحفيين.

نعمة عبد الرزاق مدير مكتب قناة ( العالم ) الفضائية، ابلغ مرصد الحريات الصحفية ان تهديدا وصله عبر الهاتف، توعده و زميله المصور محمد الفرطوسي بالقتل ما لم يتركا عملهما الصحفي مع قناة (العالم ) واعتزال العمل الصحفي بصورة عامة.

و اضاف الزميل عبد الرزاق انه تقدم بشكوى للاجهزة الامنية للتحرى عن الجهة التي ارسلت له التهديد، وزودها برقم الهاتف الذي كان مصدر التهديد، الا ان ( وكالة المعلومات والتحقيقات الوطنية ) في مدينة البصرة ابلغته ان رقم الهاتف الذي زودهم به غير موجود في السجلات الرسمية وللحصول على معلومات عنه لابد من تدخل جهات ذات سلطات عليا لمعرفة معلومات عن الشخص او الجهة التي تستخدم رقم الهاتف.

و ابدى الزميل عبد الرزاق، مخاوفه الكبيرة من هذا التهديد، سيما و انه مازال منذ اربعة ايام محاصرا في مكتبه، و لم يستبعد ان التهديد قد يكون مصدره جهات "عسكرية اجنبية تريد التخلص من الصحفيين و خاصة فريق عمل قناة العالم "التي تغطي الهجمات التى تتعرض لها القوات الاجنبة المتواجدة في مدينة البصرة.

و يذكر ان نعمه عبد الرزاق وزميله المصور محمد الفرطوسي قد تعرضا للاعتقال من قبل القوات البرطانية في 17 يناير / كانون الثاني هذا العام ، كما تعرضا لاطلاق نار بداية هذا الشهر، مما تسبب بإصابة السيارة التي تقلهما ببعض الأضرار، إذ أخترق عدد من الرصاصات السيارة، دون إصابات بين اعضاء الفريق.

وكان مرصد الحريات الصحفية قد تلقى خلال الاسبوعين الحالى و الماضي، رسائل و اتصالات عدة من صحفيي البصرة شكوا فيها من تعرضهم للتهديد و الملاحقة من قبل جماعات مجهولة.

مرصد الحريات الصحفية يعرب عن قلقه البالغ من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في العراق بصورة عامه وفي البصرة بصورة خاصة .. كون العديد من الصحفيين هناك قد تمت تصفيتهم مباشرة بعد تعرضهم للتهديد، وفي الغالب لم يجر اي تحقيق جنائي حول اي من قضايا الاغتيال تلك، على الرغم من توفر دلالات تشير الى الجناة، والذين يحاولون بطبيعة الحال اسكات اي صوت قد يشير الى مايرتكبوه، لذلك يطالب مرصد الحريات الصحفية الحكومة العراقية بالتدخل لانقاذ من تبقى من الصحفيين في البصرة. وذلك بارسال لجنة لتقصي حقيقة من يقف وراء استهداف الصحفيين هناك. اضافة الى رسم ملامح واضحه لخطورة الوضع والتصرف على اساس النتيجة. والعمل على حماية الصحفيين والمؤسسات الاعلامية في المدينة قدر المستطاع.