يندد مرصد الحريات الصحفية بشدة بالهجوم المروع الذي تعرض له مراسل ومصور قناة المسار في مدينة الموصل الأحد الماضي، ويطالب الجهات الأمنية بوضع إستراتيجية واضحة لحماية الإعلاميين هناك، ووقف الإستهداف الذي يتعرضون له كل يوم، ويدعو الى عدم تجاهل التهديدات التي أطلقها مسلحون بتصفية الصحفيين في تلك المحافظة بعد تسريبات عن وجود قائمة بأسماء عدد منهم بغرض تنفيذ إعتداءات مسلحة ضدهم بعد شهر كامل شهد قتل اربعة منهم، مما جعل مايقرب من 40 صحفياً وإعلامياً يغادرون المدينة بحثاً عن ملاذ آمن.
وأبلغ محمد حسن، مرصد الحريات الصحفية، إن شقيقه فلاح حسن الذي يعمل لحساب قناة المسار الفضائية "تعرض الى إعتداء مسلح من قبل مجموعة أشخاص تستقل سيارة مرت مسرعة في حي الثقافة شمال الموصل، الاحد الماضي، حين كان عائدا من عمله".
وأضاف الحسن، ان الإعتداء تسبب بإصابات خطرة في أنحاء من جسد شقيقه، حيث إستقرت سبع إطلاقات نارية في منطقة البطن والكليتين، وتم نقله الى مستشفى الحمداني وأجريت له عملية جراحية عاجلة تم خلالها إستخراج ثلاث إطلاقات من منطقة البطن، وماتزال أربع منها في الكليتين بإنتظار إجراء تداخل جراحي، حيث يرقد في المستشفى بحالة حرجة وغير مستقرة وتبعث على القلق.
واعرب صحفيون محليون من مخاوف التصفية، وكشفوا الاسبوع الماضي، لمرصد الحريات الصحفية، عن معلومات ابلغ بها عدد من الصحفيين من قبل مصادر امنية وعسكرية رفيعة المستوى، بان هنالك "قائمة تصفية تشمل اسماء عدد من الصحفيين في المدينة".
ووفقاً لـموقع اخبار "السومرية نيوز"، أن "القوات الأمنية عثرت خلال عملية دهم وتفتيش لأحد أوكار المجاميع المسلحة، على قائمة لتصفية عدد من الصحفيين تضم قرابة 44 صحفياً يعملون في مختلف مجالات الصحافة والإعلام".
ويقول الصحفي سلام صالح، ان زميله فلاح حسن "تلقى تهديدات سابقة من قبل جماعات مسلحة مجهولة الهوية، كانت تصله بأستمرار عبر رسائل مكتوبة كان يجدها قرب باب داره واخرى كانت تصله عبر وسائل الكترونية.
ويبين المسح الذي اجراه مرصد الحريات الصحفية، ان مايقرب من 40 صحفياً وإعلامياً قاموا بهجرة جماعية من المدينة، بعد سلسلة الاغتيالات التي شهدتها المحافظة، حيث غادر 12 صحفياً البلاد متوجهين إلى تركيا، فيما غادر 6 أخرون إلى إقليم كردستان، بينما توجه مايقارب من 20 صحفاً للاقضية والنواحي والقرى الواقعة تحت سيطرة إقليم كردستان، والتي تعدُ اكثر استقراراً.
وبحسب مؤشرات مرصد الحريات الصحفية، فان مدينة الموصل تعد الاخطر على الصحفيين، حيث شهدت المدينة منذ الغزو الامريكي للبلاد مقتل 48 صحفياً واعلامياً بمفردها.
ومايزال العراق على مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب، وتعرض الصحفيين والعاملين معهم لهجمات متتالية منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث قتل 265 صحفيا عراقيا و أجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي ، منهم 151 صحفياً قتلوا بسبب عملهم الصحفي وكذلك 55 فنيا و مساعدا إعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الإخرى التي إستهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين لم يأت إستهدافهم بسبب العمل الصحفي، وأختطف 65 صحفياً ومساعداً إعلامياً قتل اغلبهم ومازال 14 منهم في عداد المفقودين. حسب إحصائيات مرصد الحريات الصحفية. إلا إن جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها، ويتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم.
مرصد الحريات الصحفية إذ يدين الحادث ويشجبه بشدة فإنه يستغرب عجز السلطات الأمنية عن ملاحقة الجناة، وضعف الإجراءات المتخذة بهذا الشأن، في مؤشر على التهاون وعدم الجدية في التعامل مع هذه الحوادث التي تتكرر من حين لآخر، بل وتتلاحق خلال أسابيع كما حصل خلال الأيام الماضية، ويشير الى عدم تدخل مجلس المحافظة والحكومة الفدرالية في بغداد في وضع حد لتلك الإعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم الى العدالة.