مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > صحفيون بأقلام مستعارة...

صحفيون بأقلام مستعارة ودم في الميدان

كلنا يعرف ان الأمم المتقدمة لايقاس مدى تطورها بالانتماء الديني او العرقي لشعوبها وانما بقوة اقتصادها وارثها الثقافي والعلمي وتماشيا مع ذلك نجد ان تلك الامم تحتفي بأبنائها من الشعراء والعلماء والفنانين والصحفيين بل وتتغنى بهم وتتفاخر امام العالم
اما نحن ندفع بهم الى متاهات الغربة او يتلذذ بعضنا بسفك دمائهم وكلما اتسعت رقعة التحولات السياسية والاقتصادية في العراق كلما تفاقمت ظاهرة الاغتيالات والاعتداءات التي تستهدف هذه الشريحة المغلوب على أمرها
والصحفيون نالوا النصيب الأوفر من التعسف والقمع الذي تجاوز حدود قتلهم وخطفهم الى تهديد وقتل اسرهم وامثلة ما افرزته الاحداث في هذا السياق أشهر من ان تساق
لاسيما في المناطق التي توصف بالساخنة حيث ان الجماعات المسلحة ذات الهيمنة على تلك المناطق تكاد تقطع دابر الحركة الاعلامية فيها ومن واصل عمله من الصحفيين هناك فأنه اما يجيد التنكر واخفاء انتماءه المهني أو مغازلة تلك الجماعات مضطرا وما يعمق المأساة في المرحلة الراهنة ان موجة العنف المنظم تلك قد اجتاحت المناطق التي تعتبر آمنة نسبيا وفي مقدمتها محافظة البصرة التي شهد الوسط الاعلامي فيها مؤخرا تلقيه تهديدات خطية تخير ما بين القتل في حال الاستمرار بممارسة المهنة أو مغادرة المدينة الى جحيم الغربة وعلى مايبدو ان تلك الجهات التي يجهل الصحفيون تحديد هويتها ارحم من غيرها في آلية قمعهم لانهم ما كانوا يتوقعوا هذه الشفقة ان تبعث لبعضهم رصاصة موضوعة في ظرف انييق يحتوى على خطاب تحذير!
وفي خضم ذلك تقف المنظمات المحلية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الصحفيين والاهتمام بقضاياهم عاجزة عن ابداء اية مساعدة على الرغم من عدم اعترافها بذلك والكثير من الصحفيين يتسائلون ويجيبون انفسهم بأنفسهم عن جدوى وجود غالبية تلك المؤسسات التي يرى اصحابها ان حدود عملهم تنتهي عند اصدار بيانات الشجب والاستنكار المنسوخ بعضها من بعض قبل ان يجف حبر قبل آخرها والجواب دائما هو ان معظم اصحاب تلك المؤسسات دافعهم الربح دون سواه من الادعاءات التي تصدح حناجرهم بها في الكثير من المحافل والبعض منهم لايمت للصحافة والاعلام بصلة او للقانون بعلاقة لا من قريب ولا من بعيد ولكنهم يجيدون كسب ثقة المنظمات العالمية الغافلة عن تحايلهم عليها بسلبهم اياها الآف الدولارات شهريا بعد تقديم لائحة بمشاريع وهمية او غير ذات نفع حقيقي يعود على الوسط الاعلامي والواقع يشير الى ان مثل تلك المنظمات في انحسار ملحوظ بعد تبعثرت اوراقها وانكشف منها ما كانت تخفيه
وعن دور نقابة الصحفيين العراقيين فأن سعيها المتعثر في سبيل حماية الصحفيين وتقليص التحديات التي يمارسون عملهم في ظلها قادها الى التمرس في اطلاق الوعود المؤجلة على صعيد التنفيذ وبعض الاحيان تدفعهم التمنيات الى المزج بين الواقع والخيال فينغمسون في احلام اليقضة التي افرز آخرها بناء مدينة اعلامية متكاملة في محافظة البصرة وهذا المشروع بحد ذاته يدعو الى السخرية حيث ان فرع نقابة الصحفيين في المحافظة لايمتلك الى يومنا هذا مقرا وانما غرفة صغيرة ملحقة بمقر احد الاحزاب السياسية التي ابدت تعاطفا مع الصحفيين ومنحتهم غرفة ذات اثاث متواضع تجمع شتاتهم كل اسبوع
والكثير من الصحفيين لا يستطيعون تخيل وجود مدينة اعلامية على أرض البصرة في المستقبل القريب تكون مماثلة لتلك التي في امارة دبي او في الكويت ولكنهم في ذات الوقت يستطيعون تخيل وجود مقبرة خاصة بهم وبذويهم
وهذه دعوة الى نقابة الصحفيين العراقيين من أجل انشائها بدل الانشغال في اطلاق التمنيات التي ينبذها الواقع الراهن بشدة ويحيلها الى القرن الثالث والعشرين حيث من الممكن تنفيذها ان اقتضت الضرورة آنذاك
وعلى الرغم من تفاقم التحديات التي يواجهها الصحفيون وكثرة المعوقات التي تعثر ادائهم الميداني في تغطية الاحداث ونقل الوقائع الى الجمهور فأن تفاؤلهم وتفانيهم في سبيل المهنة يدفعهم الى التضحية دون انقطاع والمضي قدما في سبيل تنشيط الحركة الاعلامية العراقية التي تتلقى ضغوطات من مختلف الجهات وفي مدينة البصرة هناك مايدعو الى الاسف حيث ان غالبية مدراء المؤسسات الاعلامية لايفقهون دورهم من المعادلة الاعلامية المحلية لذلك تجدهم يضغطون على الصحفيين بأتجاه تجميل ملامح ذاك السياسي او المسؤول والدعوة الى فقأ عين سياسي او مسؤول آخر ليباح لهم وصفه مستقبلا (بالأعور) ومن الطرف الاخر تكتشف ان هناك الكثير من الصحف اليتيمة او التي تصدر شهريا وتجد اصحابها من انصاف الصحفيين يعتمدون في تغطية تكاليف طبعها وتجميع مواضيعها من الانترنت على المبالغ التي تقدمها لهم القوات البريطانية في الخفاء لقاء نشرهم اعلانات تروج لها تلك القوات المحتلة ولكن الادعاءات الزائفة او المكابرة تدفع اصحاب تلك الصحف الى تذييل الصفحة الاخيرة بأسماء كثير من الاشخاص واعتبارهم أسرة تحرير علاوة على اعتماد عبارة امست شاعة رغم اثارتها السخرية( صحيفة سياسية يومية مستقلة تصدر شهريا مؤقتا) وهذه مقتطفات موجزة من الانكسارات التي رافقت الحركة الاعلامية مع انطلاقتها الجديدة عام الفين وثلاثة
ولعل الايام وحدها كفيلة بغربلة هذه الصحف واصحابها وامثالهم في الكثير من المؤسسات الاعلامية التي لاتزال في طورها اليرقاني لان الفشل لايمكن ان يترسخ على ارضية الاعلام العراقي الصلبة بثقل الكثير من الصحفيين المبدعين الذين يعملون بجد واجتهاد من دون انتظار توجيه كلمة شكر لهم من هذا وذاك ولعل اكثرهم ابداعا الشباب منهم الذين تزامن امتهانهم الصحافة عقب الاطاحة بالنظام السابق،على الرغم من تجربتهم المتواضعة الا ان عطائهم كان نقيا وادائهم متميزا وحضورهم واسعا كما ان المستقبل يشرع ابوابه امامهم وليس امام من يحترف الجهل ويدعي سواه او الذين يكتبون بأقلام مستعارة مشحونة بغليان التطرف والتحريض على العنف.
ماجد البريكان / مرصد الحريات الصحفية

 

 

 

  • إذلال" و"فوضى".. هكذا يتلقى الصحفيون العراقيون "منحة" الحكومة!

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • اعتقال مراسل قناة NRT في اربيل اثناء اداء مهامه

  • انتهاكات ضد مجموعة صحفيين غطوا تظاهرة ضد الفساد في حلبجة

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة