قال مرصد الحريات الصحفية إن قوة حكومية هاجمت مساء اليوم مراسل قناة الجزيرة الزميل "جوني طانيوس" واعتدت بالضرب على مصوّره واقتادت الفريق المكوّن من المراسل والمصوّر والسائق، إلى مقر أمني قرب المنطقة الخضراء، وأجبرت الفريق على توقيع تعهدات بالإكراه.
وتابع مرصد الحريات الصحفية مشاهد حيّة أظهرت مراسل قناة الجزيرة الزميل "جوني طانيوس" وهو يستعد لتقديم إحاطة مباشرة عن التظاهرات المطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات قرب المنطقة الخضراء وسط بغداد، قبل ان تهاجمه قوة أمنية، وتجبر المصوّر على إيقاف التصوير أثناء البث المباشر.
"طانيوس" لبناني الجنسية، وصل قبل 10 أيام إلى بغداد قادماً من بيروت، لينضم إلى فريق قناته الفضائية ضمن كادر مكتب بغداد، وقد كان لحظة تعرضه للاعتداء، بالقرب من وزارة التخطيط، في تغطية مباشرة وثقت إطلاق الرصاص الحي في الهواء وفوق رؤوس المتظاهرين.
ووفق شهادة الفريق الصحفي التي أدلى بها لمرصد الحريات الصحفية، فإن "القوة التي هاجمت الفريق الصحفي، كانت مسلحة وترتدي الزي الأسود، وقد انهال عناصرها بالضرب على المصور الزميل "ريحان عبدالوهاب" وحطموا شاشة الكاميرا التي كان يحملها، وهجموا على المراسل، وأجبروه على إلقاء المايكرفون من يده، ثم احتجزوا المراسل، وقد أبرز المراسل هويته الصحفية للقوة المهاجمة، وعرّفها بنفسه، وأخبرهم بجنسيته وعمله، لكن عناصر القوة واصلت الاعتداء".
بعد احتجاز القوة الأمنية للمصوّر "ريحان عبدالوهاب"، طالب المراسل "جوني طانيوس" ومساعده بإطلاق سراح "عبدالوهاب" لكن القوة الأمنية ردت باعتقال المراسل ومساعده.
يقول "طانيوس في شهادته لمرصد الحريات الصحفية "تم اقتيادنا أنا والسائق وأدخلونا إلى ثكنة عند بوابة المنطقة الخضراء بجانب وزارة التخطيط، وأخذوا بطاقاتنا وهواتفنا أنا والمصور والسائق المساعد، وأجبرونا أن نفتح هواتفنا ليروا ما بداخلها وكانوا يريدون حذف كل المضمون، لكننا رفضنا وأخبرناهم أننا لم نستخدم هواتفنا للتوثيق الصحفي، وأن محتوى الهواتف عائلي وخاص، فأعادوا الهواتف لنا".
ويضيف "تم إجبارنا على توقيع تعهدات تنص على أننا لن ننشر أي محتوى من المواد التي قمنا بتوثيقها، وقامت القوة بمصادرة بطاقة الذاكرة (الميموري) ولم يعيدوها لنا حتى الآن".
القوة الأمنية أجبرت الفريق الصحفي أيضاً على توقيع تعهدات بعدم تقديم أي شكوى ضد الاعتداء الذي تعرضوا له، وقامت القوة الأمنية بتصوير الفريق الصحفي أثناء توقيع التعهدات، ورفضت تسليم نسخة من التعهد.
يدين مرصد الحريات الصحفية الاعتداء الذي نفذته قوة أمنية ضد الفريق الصحفي الزميل، ويطالب الحكومة العراقية وقيادة العمليات المشتركة بإجراء تحقيق عاجل وكشف نتائجه دون تأخير، خاصة مع وجود مواد فيديوية تُظهر هوية القوة المتورطة.