اقتحمت القوات الامريكية بقوة السلاح ظهر امس الخميس، مبنى صحيفة الدعوه في منطقة الوزيرية وسط العاصمة بغداد، وقامت باحتجاز كل من كان فيه من صحفيين بينهم اربع صحفيات.
علي لفته عباس سكرتير تحرير صحيفة الدعوه، ابلغ مرصد الحريات الصحفية، ان القوات الامريكية قامت وبشكل مفاجيء، باقتحام مبنى الصحيفة وحطمت اثاثه وعبث بمحتوياته، وقال عباس ان القوات الامريكية عمدت الى احتجاز كل من وجد في البناية من صحفيين واداريين وحراس امنيين بعد مصادرة اسلحتهم، واضاف ان القوات العسكرية الامريكية عزلت النساء اللاتي تواجدن في المبنى داخل غرفة منفصلة ومن بينهن اربع صحفيات وبدءت بالتحقيق معهن وكانهن متهمات في قضية جنائية، اضافة الى التقاط الصور لهن.
وعاد عباس ليؤكد للمرصد، انه تم اطلاق سراح الصحفيات بعد الانتهاء من استجوابهن، بينما استمرت القوات الامريكية باحتجاز بقية منتسبي الصحيفة في داخل المبنى.
وتاتي عملية اقتحام مبنى صحيفة الدعوه، بع دمرور اقل من اثنين وسبعين ساعة على عملية مداهمة مبنى نقابة الصحفيين العراقيين، ويعتقد بعض الصحفيين من العاملين في صحيفة الدعوة - ممن لم يكونوا متواجدين ساعة مداهمتها - ان هنالك رابط بين حادثتي الاقتحام، خاصة وان القوات الامريكية قامت بالاستيلاء على السجلات التي تحتوي اسماء وعنواين الصحفيين ومواقع عملهم، وان اغلب الذين تم احتجازهم من صحفي الدعوة هم اعضاء في نقابة الصحفيين، حتى ان البعض منهم عبرعن خشيته من مداهمة منازلهم بهدف اعتقالهم. مؤكدين بانهم يشعرون بانهم مطاردين.
مرصد الحريات الصحفية يستغرب موقف الحكومة العراقية التي لم يصدر عنها حتى الان ولو بيانا استنكاري حول حادثتي الاقتحام والاعتقال غير المبررين، ويجد مرصدالحريات الصحفيه ان الحكومة العراقية مشتركة في هذا الامر من خلال التزامها الصمت وعدم اتخاذها لاية اجراءات تذكر. وعليه يطالب المرصد الحكومة باحترام الصحفيين العراقيين، من خلال معاقبة المتورطين من الامريكيين في عمليتي الدهم والاعتقال. ويتوجه المرصد بطلبه مرة اخرى الى المنظمات المعنية بالدفاع عن الحريات الصحفية ومنظمة الامم المتحدة - بصورة ملحة هذه المرة - الى ضرورة ارسال لجنة رصد متخصصه لتقصي الانتهاكات الخطيره التي يتعرض لها الصحفيون، والتي بات من الصعب السكوت عنها او الوقوف مكتوفي الايدي ازاءها.