يعيش الصحفيون والإعلاميون في العراق بين مطرقة البحث عن الحقيقة وسندان التهديدات المسلحة حيث صارت حياتهم عرضة للمخاطر التي بلغت حد الاختطاف والقتل دون أن يكون لهم ذنب أو جريمة، وهو ما دفع مرصد الحريات الصحفية في العراق أن يجدد بين حين وآخر مطالبته الحكومة بالتحرك لتأمين الحماية للصحفيين.
وكانت آخر هذه المطالبات أمس الاحد، حيث قال المرصد إن استمرار عمليات اختطاف الصحفيين دون معرفة مصيرهم أو الجهات التي قامت باختطافهم يبين مدى الخطورة التي تحيق بالصحفيين، مشيرا إلى قيام مسلحين مجهولين باختطاف المذيع محمد عبد الرحمن، الذي يعمل في ( إذاعة دجلة) المحلية منتصف شهر أيلول سبتمبر الماضي من منطقة المنصور في بغداد.
ولفت المرصد إلى أن "مصير كل من ريم زيد ومروان خزعل مراسلي قناة (السومرية).. وسيف عبد الرحمن مراسل صحيفة ( الإخاء) ،ما زال مجهولا.. بعد مرور مدة طويلة على اختطافهم".
ويعنى مرصد الحريات الصحفية، وهو منظمة مستقلة مقرها بغداد ، بالدفاع عن الصحفيين والحريات الصحفية في العراق.
وأمام هذا السيناريو المتكرر إنتقد صحفيون وإعلاميون من جانبهم ما اسموه "صمت الحكومة العراقية" حيال ما يتعرضون له من قتل واختطاف على أيدي جماعات مسلحة أو جهات اخرى.
وقال محمد قاسم، وهو مراسل تلفزيوني، لوكالة أنباء ( أصوات العراق ) المستقلة " نحن نتفاجأ بهذا الصمت الذي تظهره الحكومة العراقية إزاء حملات التصفية التي يتعرض لها الصحفيون في العراق بشكل مستمر".
وأضاف أنه "على الرغم من مناشدة المنظمات المهتمة بحرية الإعلام ونقابة الصحفيين العراقيين للحكومة العراقية بالتدخل الفوري ووضع حد لهذه العمليات التي باتت تستهدف النخب المثقفة في المجتمع إلا أن عمليات استهدافنا ما تزال متواصلة من قبل جهات مجهولة لا نعرف هويتها".
وتابع " نطالب الحكومة العراقية بفتح تحقيق موسع لمعرفة ملابسات حوادث القتل اليومي التي تطال الصحفيين ومعرفة الجهات التي تقف وراءها".
ومن جانبه، إستنكر احمد الشريفي( مراسل إذاعي) ما يتعرض له الإعلاميون من قتل وترويع راح ضحيته العشرات من خيرة الصحفيين العراقيين الذي وصفهم بأنهم "شهداء الكلمة الحرة".
وطلب من رئيس الحكومة (نوري المالكي) "التدخل وإيجاد مناخات صالحة للعمل الصحفي في العراق"، محذرا في الوقت نفسه من "تفاقم عملية قتل وترويع الصحفيين دون أن تكون هناك أية مسوغات لذلك".
وأضاف " لا يمكن أن نبقى على هذا الحال.. قوافل الشهداء من زملائنا تفجعنا يوميا ونحن لا نحرك ساكنا..علينا المطالبة بحقوقنا".
وقال صحفي طلب عدم ذكر اسمه إن النصف الاول من شهر أيلول سبتمبر المنصرم شهد مقتل ثلاثة من الصحفيين العراقيين. واضاف "وقبل ذلك فقدنا اطوار بهجت وعادل المنصوري وكثيرين من زملاءنا الذين قضينا معهم اوقاتا طويلة ونحن نبحث جنبا إلى جنب عن الحقيقة".
وتابع "ادعو كل الكتل السياسية في العراق لمعرفة حقيقة واحدة قد تكون غائبة عن أنظارهم وهي أن الصحفي ليس طرفا في المعادلة السياسية الجارية في العراق".
واوضح أن" مهمة الصحفي والإعلامي تقتصر على نقل الخبر سواء كان في هذا الطرف أو ذاك"، مضيفا أنه "ليس من حق أي جهة الاعتداء على الصحفي لتحقيق بعض المكاسب السياسية والإعلامية".
كما قال صحفي آخر رفض الكشف عن اسمه حيث سبق له أن تلقى تهديدات متكررة بالقتل " نتمنى أن تولي الأجهزة الأمنية العراقية الإعلاميين أهمية خاصة وان يتم التعامل معهم بشكل مقبول ويفسح المجال لهم لإكمال عملهم على أتم وجه لا أن توضع العراقيل في طريقهم".
وكان بيان لمرصد الحريات صدر في النصف الاول من الشهر المنصرم قد أشار الى إن عدد الصحفيين الذين قتلوا أثناء تأديتهم لعملهم في تغطية الأحداث التي يشهدها العراق بلغ 137 صحفيا عراقيا..وصدر ذلك البيان بعد مقتل ثلاثة صحفيين في اسبوع واحد هم عبد الكريم الربيعي السكرتير الفني لصحيفة الصباح، وممثل نقابة الصحفيين العراقيين في محافظة ديالي هادي عناوي الجبوري، والمصور الصحفي صفاء إسماعيل.
ومن جانبه، قال الزميل ضياء الصالح من صحيفة الصباح الجديد " ليس عمليات القتل والاختطاف وحدها هى التي تهدد حياة الصحفيين إنما التعامل غير الجيد من قبل الأجهزة الأمنية الذي يصل أحيانا حد الضرب والإهانة".
واضاف "كان المفروض أن يكون التعامل مع الصحفي ايجابيا من قبل تلك الأجهزة وتسهيل مهام عمله كونه رجلا اعزل همه نقل الحقيقة دون غيرها".
(أصوات العراق)