يدين مرصد الحريات الصحفية الإجراءات غير المبررة التي إتخذها محافظ البصرة خلف عبد الصمد ضد إعلاميين, ودون أوامر قضائية وحين أمر بمداهمة إذاعة محلية في المحافظة صباح اليوم الثلاثاء وإعتقال خمسة من العاملين فيها, ونقلهم الى مبنى المحافظة في سيارات حكومية ذات الزجاج المظلل.
كمال الأسدي مدير إذاعة المربد التي تبث من البصرة منذ سبتمبر 2005، أبلغ مرصد الحريات الصحفية, إن عشرة من المسلحين بلباس مدني يستقلون عددا من السيارات الحكومية المظللة قاموا بمداهمة مقر الاذاعة التابعة لمؤسسة المربد الإعلامية عند العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء, ودخلوا الى أستوديوالبث, ثم إعتقلوا عددا من الزملاء ,وهم( محمد الأسدي ,وضياء عفريت, وكاظم معتوق البزوني) حيث عرفنا فيما بعد أنهم محتجزون في مبنى المحافظة ,وسيتم إحالتهم الى القضاء بتهمة الترويج لحزب البعث المحظور.
الاسدي أشار الى أن المحافظ بعث إشارات عن إمكانية قيامه بغلق الاذاعة, وإعتقال العاملين فيها على خلفية بث برنامج حواري تناول قضية إعتقال البعثيين في وقت سابق, إلا إنه نوه الى أن البرنامج يقدم وجهات نظر متعددة ولايبث وفق القصدية السياسية ,بل العمل الحيادي, والمهني الخالص, ولاينحاز الى أي جهة سياسية خاصة وإن الإذاعة عامة تعنى بالخدمات ,وشؤون الناس في البصرة.
الأسدي أضاف, إن أحد مراسلي إذاعة المربد كان موجودا صباح اليوم لتغطية فعالية حضرها المحافظ خلف عبد الصمد وقد ابلغنا إن المحافظ اسمعه كلمات نابية وهدد بغلق الاذاعة, حيث تمت المداهمة بعد وقت قليل من حديث المحافظ لمراسل إذاعتنا.
وفي تطور لاحق تم إحتجاز مدير الإذاعة كمال الاسدي ومهندس البث واثق فراس عند قيامهما بمراجعة مجلس المحافظة بقصد اطلاق سراح زملائهم المحتجزين.
ووفقاً للتقرير السنوي لمرصد الحريات الصحفية فأن 11 مؤسسة اعلامية تعرضت للمداهمة والتفتيش دون أوامر قضائية اومسوغات قانونية بل تعدى الامر ذلك وقامت بأغلاق (9) مؤسسات اعلامية وعبثت بمحتوياتها وصادرت معداتها وارشيفها، خلال العام الماضي.
مرصد الحريات الصحفية يدعورئيس الوزراء السيد نوري المالكي للتدخل العاجل وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين وعدم تحويلهم الى القضاء لأن ذلك مخالف لأحكام الدستور العراقي, وعدم إقحام الصحفيين والمثقفين في قضايا لاتربطهم بها من صلة سوى العمل الصحفي وشؤون التغطية المهنية والمحايدة.
وإذاعة المربد هي إذاعة مستقلة تبث من مدينة البصرة، وقد باشرت عملها منتصف عام 2005 بدعم من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).