في عودة صادمة لمسلسل اغتيال الصحفيين والاعلاميين في العراق، عُثر عصر اليوم الخميس على جثة الاعلامي البارز هادي المهدي مقتولا في منزله في منطقة الكرادة وسط مدينة بغداد.
ضابط في الشرطة العراقية رفض الكشف عن اسمه قال لمرصد الحريات الصحفية ان التحقيقات الاولية تشير الى ان الصحفي هادي المهدي قتل برصاصة في الرأس من قبل اشخاص يبدوانه استقبلهم كضيوف داخل منزله حيث ان المهدي كان يحمل قدحاً من الماء داخل المطبخ وتعرض الى القتل بواسطة سلاح ( مسدس).
جيران الصحفي المغدور اكدوا انهم لم يسمعوا اي صوت لاطلاقات نارية مما جعل الشرطة تخمن انه قتل بمسدس كاتم للصوت.
وهادي المهدي من الاعلاميين البارزين في العراق، يبلغ من العمر 46 عاماً وهومتزوج ولديه ثلاثة اطفال، وكان يقدم برنامجا اذاعيا معروفا باسم (يا سامعين الصوت) في راديوديموزي والذي كان يحظى بشعبية واسعة.
مرصد الحريات الصحفية يرى ان هذه الجريمة ارتكبت وسط ظروف يشعر معها العاملون في وسائل الاعلام في العراق بجوعدائي شديد موجه ضدهم من قبل قوى سياسية ومؤسسات حكومية قامت بخرق مواثيق حقوق الانسان ومبدأ حرية التعبير في التعامل مع الناشطين والمحتجين والصحفيين في العراق، على خلفية اندلاع موجة التظاهرات الشعبية منذ شباط – فبراير الماضي.
وكان هادي المهدي احد الصحفيين الاربعة الذين اعتقلوا وتعرضوا الى ضرب مبرح امام العديد من زملائهم على خلفية المشاركة في مظاهرات الخامس والعشرين من شباط – فبراير الماضي، حيث كشف هادي المهدي في مؤتمر صحفي عقد في بغداد غداة اطلاق سراحهم، تفاصيل التعذيب والتهديد الذي تعرض له من قبل اجهزة الاستخبارات العسكرية العراقية هووزملاءه.
وكان اخر ما كتبه الصحفي هادي المهدي على صفحته في الفيس بووك حوالي الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت بغداد، اي قبل نحوساعة من مقتله، انه يعيش منذ ثلاثة ايام حالة من الرعب وذكر "كفى.. اعيش منذ ثلاث ايام حالة رعب فهناك من يتصل ليحذرنى من مداهمات واعتقالات للمتظاهرين وهناك من يقول ستفعل الحكومة كذا وكذا وهناك من يدخل متنكر ليهددنى في الفيس بوك.. ساشارك في التظاهرات وانى من مؤيديها وانا اعتقد جازما ان العملية السياسية تجسد قمامة من الفشل الوطنى والاقتصادي والسياسي وهي تستحق التغيير واننا نستحق حكومة افضل.. باختصار انا لا امثل حزب ولا اية جهة انما امثل الواقع المزري الذي نعيشه.. لقد سئمت مشاهدت امهاتنا يشحذن في الشوارع ومللت اخبار تخمة ونهب السياسيين لثروات العراق!!".
مرصد الحريات الصحفية يطالب الاجهزة الامنية العراقية بضرورة اجراء تحقيق جاد ومفصل وعرض النتائج فورا على الرأي العام، خاصة وان قضايا اغتيال الصحفيين عادة ما تقيد ضد مجهول ولا تحظى بتحقيقات جادة، لا سيما ان المنطقة التي قتل فيها الزميل المهدي تعد من اكثر احياء بغداد انتشارا لعناصر الامن والاستخبارات، وهي منطقة خاضعة لتشديدات امنية مكثفة.
وتعرض الصحفيون والعاملون معهم في العراق لهجمات متتالية منذُ الغزوالامريكي للبلاد عام 2003، حيث قتل (259) صحفيا عراقيا واجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي ومن ضمنهم الصحفي هادي المهدي، وقتل منهم (146) صحفياً بسبب عملهم الصحفي وكذلك (53) فنيا ومساعدا اعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الاجرامية الاخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي، واختطف (64 ) صحفياً ومساعداً اعلامياً قتل اغلبهم ومازال (14) منهم في عداد المفقودين. وفقاً لاحصائيات مرصد الحريات الصحفية.