مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > احوال الصحافة 2...

احوال الصحافة 2 كوابيس بملابس حرير

شهد العام الماضي تصاعدا كبيرا في نسبة اعتقالات واحالات صحفيين، في بغداد وخارجها، الى القضاء بتهم التجاوز على القانون و"تلفيق المعلومات" والتعاون مع الارهاب، كما شهد ملاحقات واستدعاءات آخرين من قبل الشرطة بمقاسات مخيفة، هذا غير القتل والتهديد والاعتداءات بالضرب، ويُخشى ان ترتفع مناسيب "القمع عبر القانون" الى الحد الذي يقضي على ما تبقى من "فتات" حرية الرأي في الصحافة المكتوبة.
وثمة الكثير من المرات استنجد صحفيون وجماعات التضامن مع الاعلاميين برئيس الحكومة او البرلمان او المجالس البلدية بوجوب حماية الصحافة والصحفيين وحرية التعبير من قرباج وانكشارية السلطات المحلية، وثمة القليل من اللفتات "الديمقراطية" المنصفة تلقتها المهنة واصحابها ردا على مناشداتها، فيما اعتبرت "المنحة" المالية والمكرمات والاوسمة التي قدمتها الحكومة الى الصحفيين الاعضاء بالنقابة، بمثابة إحسان على الطريقة الشائعة المذلة التي يتكرم بها افراد "محسنون" على الصحفيين والكتاب، محسوبة على اعتبارات ذات رائحة غير طيبة كفاية.
هذا عدا عن ضغوط وتهديدات جماعات العنف والجريمة والفساد والمليشيات وبعض خطوط المؤسسة الدينية والمشايخ والتكيات (ولها ادوات داخل الحكومة) إذ تضع جميعا، بحسب مصالحها ومشيئاتها وخلفياتها العقائدية والطائفية والسياسية، خطوطا حمر صارمة (غير مكتوبة طبعا) على حرية التعبير ووجهات النظر وحقوق الانتقاد في الصحافة المكتوبة وصارت معروفة ومتداولة لدى الكتاب والمحررين وادارات الصحف بما جعل منها رقيبا غير معلَن، او شبحا، او كابوسا، او سلطة فوق السلطات، فيما الخبر الصحفي يهرب الى العموميات اذا ما مرّ بتلك الحُفر، والرأي يلوذ بالرطانة إذا ما حاول ان يقترب من المحرمات. اما دم نقيب الصحفيين شهاب التميمي فقد توزع، بعدالة متناهية، على جميع تلك الخانات.
وليس من دون مغزى ان يجد الرأي المُطارد، المحرم، المنبوذ، المتمرد، الهارب من الصحافة المكتوبة، مكانه الطبيعي في صفحات مواقع الرأي على شبكة الانترنيت التي تتزايد مساحاتها وخدماتها الاعلامية في العراق بالطول والعرض، على الرغم من العوائق ذات الصلة بشحة الكهرباء واضطراب وضعف شبكات الاستقبال والتعديات المسلحة التي تعرضت لها مقاهي الانترنيت العام الماضي، ومَن يتابع هذه المواقع العراقية سيتعرف على جانب مهم من اتجاهات الرأي (الآخر) المخبوء في داخل الاوساط المتعلمة، كما سيتعرف على عناوين الممنوعات في الصحافة المكتوبة، ولايحتاج المحلل الموضوعي الى مزيد من البحث عن اسباب تخفي الكثير من الكتابات اللاذعة وراء اسماء مستعارة، ونستطيع القول انها، وغيرها من حالات الهروب الى ملاذات النشر الآمنة، تشكل ادانة للطبقة السياسية المتنفذة، وللكوابيس التي ترتدي حريرا يُبهج.. وقفازات تخنق.
.. وكلام مفيد
"سأصبر حتى يعلم الصبرُ انني صابرٌ على صبرٍ أمرّ من الصبر".

 

 

 

  • كردستان: اعتقال الصحفيين لن يخفي الأحداث ويقود لنتائج عكسية

  • انتهاكات ضد مجموعة صحفيين غطوا تظاهرة ضد الفساد في حلبجة

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة