مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > احوال الصحافة 1...

احوال الصحافة 1 الخائف لا يخيف

اعتقالات الصحفيين العراقيين، من قبل السلطات المحلية والقوات الاجنبية تحولت، بالاضافة الى حالات الزجر والاعتداء والتهديد والقتل المتكررة، الى ملف ساخن يجري تداوله على نطاق واسع في المحافل الانسانية المعنية بالسلامة المهنية للصحفيين وحريتهم وظروف عملهم في حين يجري الحديث عن تحرك في عواصم اوربية لجهة صياغة تصورات ومذكرات وعهود تأخذ طريقها الى الامم المتحدة تقضي باعتبار "حماية الصحفيين" في العراق شأنا انسانيا ينبغي وضع مسؤوليته، بحسب اصحاب هذا التحرك، تحت "انتداب" المجتمع الدولي، وتذهب بعض الاصوات الى اعتبار العراق "منطقة كوارث" اعلامية.
ومن الطبيعي ان تضر هذه "الحركة" المتعاطفة مع الصحفيين العراقيين وشركائهم الاجانب، في سمعة العراق، وحصرا، في سمعة العملية السياسية، والحكومة والاحزاب العاملة والمتنفذة، وتلقي بظلال من الشكوك حول تطبيقات الديمقراطية والحريات الدستورية وحقوق التعبير والوصول الى المعلومات والحقائق، وينبغي القول، ان حافظة الانتهاكات التي تتعرض لها الخدمة الصحفية في العراق تنتفخ كثيرا باضطراد، بحيث لم تبق جهة من الجهات العراقية خارج من شبهة التعدي على حرية التعبيرعن الرأي.
وخارج هذه "الحركة" المتعاطفة، ثمة الكثير من المعطيات المقلقة عن احوال الخدمة الاعلامية في العراق، فان التقارير التي تصدرها جماعات حقوق الصحفيين في العراق والعالم تجمع على تردي ضمانات الحياة والحرية والعيش الآمن للصحفيين العراقيين، وللصحفيين الاجانب الذين يعملون في العراق ويتعاملون، ميدانيا، مع اخباره واحداثه، ويشار هنا، الى انه لم تشهد الخدمة الصحفية اخطارا، كما هي في العراق، منذ الحرب الفيتنامية، بل ان عدد ضحايا الاعلاميين الذين سقطوا في العراق يزيد على عدد ضحاياهم في العالم طوال خمسين عاما، ما يثير تساؤلا وجيها حيال هذه المفارقة: العالم ينشغل بالاخطار التي تحيق بالصحفيين والصحافة في العراق فيما الجهات العراقية المعنية تنشغل بالهروب من مسؤوليتها في التخفيف من تلك الاخطار والتجاوزات.
يمكن ان يضيف المراقب الى هذه اللوحة المحبطة، حقيقة اخرى تتعلق بحالة التشرذم المتناسل (والتناحري) داخل الوسط الصحفي العراقي، إذ تعمق خلال انتخابات نقابة الصحافيين في الشهر الماضي، وما يقال عن دور في هذا التشرذم لعبته خطوط متنفذة في الحكم لها مصلحة في إضعاف الجسم المهني الصحفي في البلاد.
لكن اخطر نتائج هذا التدهور يمكن قراءته في تراجع المادة الانتقادية في الصحافة العراقية، وتزايد المساحات التي تمتدح الحكومة باذلال، وتلمّع الساسة وزعماء الاحزاب باسفاف، وتعيد انتاج لغة المداهنة واللف والدوران حول رائحة الفضائح والفساد، وتعود الى الواجهة، للاسف الشديد، اللغة الخائفة من قطع الارزاق.. وطبعا: الخائف لا يخيف.
.. وكلام مفيد
"يقول الوباء: لم اقتل سوى الف نسمة، والباقون قتلهم الخوف".
حكمة صحية مدرسية
mm13mm@live.com
نقلاً عن صحيفة الاتحاد

 

 

 

  • كردستان: اعتقال الصحفيين لن يخفي الأحداث ويقود لنتائج عكسية

  • انتهاكات ضد مجموعة صحفيين غطوا تظاهرة ضد الفساد في حلبجة

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة