9-3-2015
اجتمع عدد كبير من ممثلي الشركات الاعلامية الكبرى ومدراء المؤسسات الصحفية لاقرار معايير محددة توصي فيها المؤسسات الصحفية بالالتزام فيها اثناء إرسال مراسليهم الى مناطق الحرب والصراع في جميع انحاء العالم.
والمؤسسات الاعلامية التي ساهمت بالموافقة على الشروط الواجب توفيرها لمراسلي الحروب ومناطق الصراع، هي وكالة رويترز للانباء ووكالة الانباء الفرنسية ووكالة الاسوشيتد برس، ومؤسسة الغارديان للاعلام والصحافة ومجلة النيوزويك وصحيفة يو أس اي تودي الامريكية ومعهد الحرب والسلم الدولي ومن العراق شارك مرصد الحريات الصحفية (JFO).
وقالت منظمة "دارت سنتر" لحماية الصحفيين ورعاية عملهم: "ان الجهات الحكومية في مناطق الصراع والحرب لا تعير اهمية للمخاطر التي يتعرض لها الصحفيون، بدليل عدم تحرك حكومتا الصحفيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف اللذان تعرضا الى الذبح على يد مسلحي "داعش" ولم تقدم حكومتهما موقف من هذا الفعل الاجرامي، بل اكتفيا بالاستنكار ومواساة ذويهما.
على مدى العامين الاخيرين، تعرض الصحفيون على ممارسات تعيق عملهم بشكل كبير، وهي الاختطاف والقتل الذي وصل الى مستويات كبيرة جداً، الى حد مثلت هذه الهجمات عائقاً اساسياً ليس للمراسل الحربي فحسب وانما تهديد للصحفيين ولممارسة الصحافة المستقلة بشكل عام.
وتقوم المنظمة بحملة واسعة النطاق لتعريف مبادئ السلامة الاساسية للصحفيين الذاهبين بواجبات في مناطق الصراع والحروب، فضلاً عن إلزام مؤسساتهم الاعلامية في توفير الحماية الكاملة لهم من خلال اعتماد المعايير التي سيتم شرحها لاحقاً في هذا التقرير، كما يجب على المؤسسات العمل على تهئية المناخ الايجابي للصحفي وحماية ذويه من اية تهديدات قد تلحق بهم.
ويواجه الصحفيون بشكل عام، تهديدات تعيق عملهم مثل جرائم القتل والسجن والاختطاف، لذا دعت المنظمات المهنية المعنية بحقوق الصحفيين الى احترام حياد الصحفيين ومساعدتهم في توفير الامكانات اللازمة لممارسة عملهم الصعب، فضلاً عن محاسبة الجهات التي تعيق عملهم وتقديمهم للقضاء في حال ثبت انهم متورطون في قتل او سجن صحفيين.
ومن جملة التوصيات التي خرجت بها المنظمة لحماية الصحفيين، هي ينبغي على الصحفيين التمتع بالمهارات الاساسية قبل انطلاق رحلتهم الى مناطق الحروب من خلال حماية أنفسهم اولاً ومعالجة الجرحى في حال تعرضهم للاذى.
الامر الآخر، تشجيع الصحفيين على المشاركة في دورة الاسعافات الاولية وكيفية التعامل مع الزملاء المصابين في حال تعرضهم للاذى، وتشمل هذه الدورة ايضاً، معايير السلامة الجسدية والنفسية على حد سواء، وعلى المؤسسات الاعلامية التي ترسل صحفييها الى مناطق الحروب، ان توفر لهم التأمين الطبي المتطور والجيد على اعتبار انه ذاهب الى مناطق حروب وهذا غالباً ما يتعرض الى اشعاعات بسبب الاسلحة الملقاة ولتنجنب الامراض المعدية، لذا على المؤسسات التعاقد مع منظمات صحية لغرض إرسال صحفييها للمعالجة بعد الانتهاء من مهمته.
ونص الاتفاق على ان توفر المؤسسات الصحفية الملابس الجيدة لمراسليها مثل الدرع الواقي ضد الرصاص وخوذة حماية الرأس وأن يتم تعريفها بوضع مفردة "PRESS" عليها لتمييزها عن الدروع الاخرى ويستحسن ان تكون ذي لون مغاير عن لون الدورع العسكرية.
واوصت المؤسسات المشارك في الحملة الصحفيين الذاهبين في مهمة بمناطق الحروب، ان يخضعو لفحوصات طبية قبل شروعهم بالعمل بتلك المناطق لتقييم امكانيته الصحية لتجنب حصول مضاعفات في حالته في حال كان يعاني من امراض مزمنة.
وشددت المنظمات الى اهمية توفير خطة تتماشى وعمل مراسليها في الميدان، من خلال تهيئة الاتصالات المؤمنة من رئيس التحرير حصراً وتوفير خدمة انترنت سريعة لنقل تقريره بسرعة ممكنة، فضلاً عن اجبار الصحفي نفسه باتخاذ الاحتياطات اللازمة في الحركة والتنقل مع القوات العسكرية.
ونصحت، المؤسسات والمنظمات المشاركة في الحملة، الصحفيين على التعاون بينهم رغم اختلاف عملهم، من خلال تبادل المعلومات وعدم التكتم على الانباء الواردة من الجيش لأنهم بالنهاية في مكان واحد.
وبحسب الاحصائيات التي اجراها مرصد الحريات الصحفية منذ عام 2003، فقد قتل 277 صحفيا عراقيا وأجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي، بضمنهم 164 صحفياً و63 فنيا ومساعدا اعلاميا لقوا مصرعهم اثناء عملهم الصحفي.
كما يلف الغموض العديد من الاعتداءات التي تعرض لها صحفيون وفنيون لم يأت إستهدافهم بسبب العمل الصحفي. كما تعرض 74 صحفياً ومساعداً إعلامياً الى الاختطاف، قتل اغلبهم ومازال مصير 14 مجهولا. ولم يكشف القضاء ولا الجهات المعنية عن مرتكبي الجرائم التي يتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم.