مرصد الحريات الصحفية

مرصد الحريات الصحفية

الصفحة الرئيسية > قضايا ومقالات > محنة الصحافة.. محنة...

محنة الصحافة.. محنة الحياة في العراق

محنة الصحافة في العراق، لاتختلف عن محنة الحياة برمتها. بل هي جزء مهم منها وتستمد كل وجودها من مجريات ما يحدث.. لم يمر مشهد صحفي واعلامي في أي مكان في هذه الدنيا كالذي يمر به مشهدنا الإعلامي والصحفي العراقي اليوم. ثمة مفارقات عجيبة وغريبة. إعلامنا الناشئ بعد حقبة الضياع والانكسار وظلمة الدهاليز والرقيب المرعب، يمر بنفق مظلم مريع..
في سالف العصر والأوان، عندما كانت مؤسسة الصحافة العراقية تصدر يوميا أربعة صحف لاغير، متشابهة في اخبارها وصورها ونوعية ورقها وسعرها وتصميمها، عدا أسماءها. فكان كل شيء فيها محدود لايعدو كونه معروف سلفا.. وعندما زال العصر الواحدي
 
السالف والزمن ألكابوسي التالف.. ظهرت عشرات الصحف و مئات الصحفيين الذي مارسوا المهنة باحتراف ومهنية وبهواية ورغبة وشغف احيانا.. كلهم صاروا يكتبون وينقلون الحدث بالصورة والسخونة التي لم نعهدها من قبل. فهل واكبت الصحافة العراقية، التقنية الهائلة في ايصال الخبر والحدث الى المتلقي كما موجود في صحافة العالم الحر؟.
 
تفتخر شبكات الاعلام والصحافة العالمية بانها تسابق الحدث فور وقوعه، وربما تتنبأ بوقوعه حسب ما ادعاه احد مراسلي CNN.. فتتلقى جميع وكالات الانباء، الاخبار المنشورة في صحف وقنوات هذه الشبكات باعتبارها مصدر ثقة الجمهور التي تولدت منذ عقود لوصولها الى قلب الحدث بسبب ضخامة النفقات التي تتحملها ولكثرة المراسلين.. ففي كل دولة توجد صحف معروفة وربما واحدة تكون محل ثقة الجمهور والمراسلين معا.. في بريطاني صحف مشهورة عالميا.. التايمز، الاندبندنت، الاوبزرفر، صنداي تايمز والديلي مرر، في امريكا تشتهر نيويورك تايمز وواشنطن بوست ونيوزويك وفي مصر تشتهر الاهرام والاخبار وفي لبنان النهار والسفير وفي فرنسا الفبغارو وفي موسكو البرافدا، هي مثار جدل اعلامي متفاعل دائما، لها قواعدها وجمهورها وأهليتها لنقل الخبر الموثوق برأي اصحابها.. ان الصحف العالمية الشهيرة تقف خلفها امبراطوريات عملاقة من الشركات والمصارف واللوبيات.. ونحن نفتخر ايضا ولكن بصحف صارت تراثا عراقيا خالدا كما تماثيل سومر وبابل المركونة في واجهات متاحفنا..صحف صدرت في بداية القرن العشرين وسجلت احداثا ويوميات لواقع العراق السياسي والاجتماعي والفكري واستحقت ان تكون مرجعا مهما لدراسة تاريخ العراق الحديث.. ان المتتبع لتاريخ الصحافة العراقية سيجد صحفا صدرت واشتهرت لكنها افلت وصارت في عداد الذكرى.. فكانت صحف بواكير القرن العشرين قد اشرت وقالت ماقالته وسجلت لها موقفا مثل الرقيب ودجلة وصدى بابل والعرب وصدى الاسلام والاوقاف والزمان وصدى العهد ولسان العرب والمستقبل والمفيد والفرات والاستقلال. ثم توالت صحفا اخرى في الصدور في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي مثل الاهالي والاخاء الوطني وحبزبوز ونداء الشعب، فكانت سجلا حافلا للحق والباطل، بلل فبها البعض اوراقها متضرعا ومتوسلا الى الله ان ينجيهم شر المخفيات وايام القحط، وسجل فيها المحكوم بأمر قاهره، آلامه وبلل هو الاخر بدموعه اوراقها من الضيم والامتهان وقلة الرزق وضعف الحيلة.. واستحقت الصحف بحق ان تكون تاريخا وثائقيا رسميا تفيد الدارس والباحث ومتعاطي اخبار الحوادث والكوارث والحروب ومآسي الفقر والجوع.. نقول كيف لنا الاحتفاء بصحافتنا اليوم وهي تمارس التغطية العراقية الحقيقية وتواكب عصر الانفتاح الديمقراطي وعصر الفدرالية وعصر ثقافة الايميل والموبايل والأطباق اللاقطة والهاتف الصوري ؟.
انها بلا شك تسجل حقبة جديدة لافكار ورؤى تصب بالتالي في مصلحة البلد.. لكننا نعجب ويحق لنا العجب لهذا الكم الهائل من الصحف الصادرة يوميا.. فبلد بحجم العراق وبعدد سكانه تصدر فيه اكثر من مئة صحيفة !.
ياللهول كيف يحدث ذلك ؟ كيف سيقرأها المثقف والعامل والموظف وربة البيت ؟ قطعا انها مسألة نسبية، فلا نستطيع قراءة اكثر من صحيفة واحدة او اثنتين، وبذلك نكون قد خسرنا قراءة مئة اخرى !.
لكننا نسأل ايها تستطيع نقل هموم الناس وآلامهم والاحداث الساخنة بروية ومنهجية ؟.
ايها ستنقل عنها وكالات الانباء العالمية ؟ وايها ستكون اكثر تميزا من غيرها ؟ رغم انها جميعا عراقية وهمها عراقي وتسجل المشاهد والأحداث العراقية وهي ساخنة وبكثافة غير معهودة، تساوي ماسجلته كل الوكالات العالمية عن العراق خلال خمسين عاما، وقد نجد يوما وكالة عراقية بحجم فوكس نيوز وفرانس برس ونوفستي ويونايتدبريس
لتنقل ماتنشره صحفنا المئة الى العالم وبذلك نحقق سبقا لم يسجله احد قبلنا ونؤسس امبراطورية إعلامية مترامية تنافس اعتى الوكالات وصحفها الشهيرة ونحرز بذلك سبقا عربيا أو اقليميا في مجال مهم وخطير وله مساس مباشر بحياة الناس..
المجلس العراقي للثقافة

 

 

 

  • انتهاكات ضد مجموعة صحفيين غطوا تظاهرة ضد الفساد في حلبجة

  • كردستان: اعتقال الصحفيين لن يخفي الأحداث ويقود لنتائج عكسية

  • لجنة حماية الصحفيين تطالب سلطات العراق بضمان حماية الطائي وضمد

  • سحب الهاتف والتوقيع على ورقة مجهولة.. صحفية تروي ظروف اعتقالها في السليمانية

  • قوة أمنية تعتدي على كادر الرابعة في البصرة بتحطيم المعدات والضرب والاحتجاز

  • وزير الداخلية يقاضي الإعلامي حيدر الحمداني بتهمة القذف والتشهير

  • قانون جرائم المعلوماتية: مُفصّل على مقاس السلطة.. ومخيّب لتطلعات الصحفيين

  • تعرض المراسل فاضل البطاط الى اعتداء على يد أمن فندق غراند ميلينيوم البصرة