بغداد - مرصد الحريات الصحفية
أفاد مراسل قناة الفلوجة في ذي قار، سعد الركابي، السبت، بتعرضه الى الاحتجاز برفقة مراسل قناة التغيير سلام السرهيد من قبل قائم مقام قضاء الغراف، حسن كاظم الخفاجي، أثناء تصوير غرق الشوارع بعد موجة الأمطار.
الركابي، وفي ايضاح صوتي حصل عليه مرصد الحريات الصحفية JFO ، قال إنه "بعد موجة الامطار الاخيرة، تلقيت تكليفاً روتينياً بتصوير الأضرار التي ألحقتها الأمطار في قضاء الغراف، فتوجهت مع الزميل سلام السرهيد مراسل قناة التغيير الى القضاء، وبمدخل القضاء وجدنا شارعاً غارقاً بالماء فنزلنا لتصويره، وبعد لحظات تقدمت سيارات باتجاهنا، وقامت بتوقيف الزميل سلام السرهيد، وتبيّن لاحقاً أن السيارات عائدة إلى قائممقام الغراف"، لافتاً الى انه "قبل قدومنا الى القضاء اتصل الزميل السرهيد أكثر من 7 مرات بالقائممقام ولم يرد الأخير على الاتصال".
القائممقام كان يسأل الصحفيين "كيف تصورون هنا.. كيف وصلتم إلى هنا.. ومن أدخلكم!" ثم سحب الأوراق الثبوتية للصحفيين، واصطحبهما إلى مركز الشرطة، وفقاً للركابي.
وساءل القائممقام، الشرطة، عن سبب سماحهم للصحفيين بدخول القضاء وبدا مستغرباً من الأمر، ثم قال للصحفيين "سيتم إطلاق سراحكما، لكنكما ممنوعان من التصوير، ولا أتحمل مسؤولية سلامتكما إذا تعرضتما إلى مكروه على يد الأهالي أو أية جهة اخرى".
وبعد خروج الصحفيين، الركابي، والسرهيد، واصلا تصوير المناطق الغارقة، فلحق بهم القائمقام، وطلب الإدلاء بتصريح كحق للرد على سوء الخدمات في منطقته.
من جهته قال مراسل قناة التغيير سلام السرهيد، "لازلنا نتعرض الى المضايقات والاتهامات بين الحين والاخر في انجاز عملنا الصحفي المهني، فعلى الحكومة المحلية أن تكون لها وقفة جادة مما حصل اليوم وغيره".
وطالب السرهيد بأن "تضع الحكومة المحلية حد لمثل هذه التصرفات وان تحفظ حقوق جميع الصحفيين وان تكون ساندة لهم لا ان تخذلهم".
وفي معرض رده على تفاصيل الحادث، نفى قائم مقام الغراف حسن كاظم الخفاجي قيامه باعتقال او احتجاز الصحفيين.
وقال الخفاجي في إيضاح صوتي، حصل عليه مرصد الحريات الصحفية JFO، إنه "تم استهدافنا من قبل الصفحات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تريد الخير للمحافظة من خلال التركيز على نقاط الضعف واستهدافها بصورة مباشرة"، لافتاً إلى أنه "يوم أمس زارنا عدد من مراسلي الفضائيات، وأجرينا معهم لقاءات وسمحنا لهم بالدخول ووفرنا لهم الحماية".
وأضاف إن "الذي حصل اليوم هو أن كوادر قناتين فضائيتين محترمتين، الفلوجة والتغيير، دخلوا الى القضاء دون أن نوفر لهم الحماية، ووجدتهم في أحد الشوارع ويقومون بالتصوير، وسألتهم هل يمتلكون تصريحاً أمنياً ولماذا يتجولون بلا حماية، ثم رافقتهم بجولة كاملة في القضاء وزيارة الاحياء غير المخدومة وطالبتهم بأن يكونوا أداة قوة وينقلون معاناة أهالي الغراف".
وتابع ان "أنا لا أستهدف الصحفيين، وأؤكد انهم أخوة أعزاء ونرحب بهم في قضاء الغراف، وأعتذر عن سوء الفهم الذي حصل وعتبي على الإعلاميين الذين تداولوا الخبر من دون تأكيد له"، مشدداً على أن كل ما جرى كان بهدف حماية الصحفيين".
يطالب مرصد الحريات الصحفية "JFO" المسؤولين المحليين والاتحاديين على حد سواء، بالتوقف عن مضايقة الصحفيين وملاحقتهم، وعوضاً عن ذلك، على المسؤولين البدء بالتدرّب على عدم الارتياب من عمل الصحافة، وكذلك عدم محاولة "حماية الصحفيين" عبر اعتقالهم، بل بإصدار أوامر تسهل مهامهم، تتعلق بحركتهم الميدانية، أو حقهم في الحصول على المعلومات.