هو فضاء واسع وأرحب للتعبير عن مواقفنا و نشر إبداعاتنا، في غفلة من الرقابة وما أكثر صنوفها وأشكالها، الظاهرة منها والخفية والموحي بها!
هو فضاء لايحتاج إلى تأشيرات دخول ولاتنفع معه اللوائح السوداء المسجلة على نقط الحدود، ولا إتحادات كتاب، بيروقراطية وورقية، تتسارع أجهزتها، على من سيمثلها خارج الوطن، ويتحول النزاع في بعص إلى صراعات شخصية، قد تكون بريئة وتعبر عن موقف، وقد يكون موحى بها من لوبيات، ألفت الاستفراد بالقرار في غياب التدوال على المسؤوليات بشكل ديمقراطي.
هو فضاء قطع وسيقطع إلى الأبد علاقات المحسوبية والزبونية وحتى القرب من السلطة الحاكمة، ككمقاييس للنشر مهما كان طبيعته، قصيدة أو روائية أو مقالة أو تص تحليلي سياسي أو إقتصادي.
على ضفافه ننشئ الجمعيات والاتحادات، ونصدر البيانات ونتخد مواقف، دون حاجة إلى تراخيص، ولا تفويض من سلطات، وفي غفلة من الرقيب وأجهزة المخابرات التي تأيت في بعض الأحيات متأخرة عن الحدث !
هو فضاء، أتاح لنا التواصل والتلاقي كمثقفين ومبدعين وحقوقيين وإعلاميين، دون حاجة إلى وساطات وسفارات.
هو فضاء يساهم الآن وبهدوء في تشكيل مرحلة مقبلة سيعرفها عالمنا العربي في السنوات المقبلة، سيرسم معالمها الألوف من الشباب الذين يترددون يوميا على مقاهي ونوادي الأنترنيت، وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لسبب بسيط وهو أن فضاء الأنترنيت يتنافى في جوهره مع طبيعة الاعلام الموجه والمدجن!
ماذا عساه أن يفعل هذا الاعلام المحنط، في مواجهة سيل المعلومات التي يتلقاها الشباب على مدار الساعة?
هل في مقدور أية رقابة وأجهزة مخابرات في العالم العربي، مواجهة عدد المدونات التي تولد كل يوم على شبكة الأنترنيت، رغم الحجب والمنع والاعتقال والسجن?!
نحجز الصحف الورقية ونحاكم مديرها وروؤساء تحريرها، ولكن ماذانفعل مع إخواتها الالكترونية!
فقهاء القانون الدستوري قسموا السلط، إلى تنفيذية ونشريعية وقضائية، والاعلاميون أضافوا إليها سلطة رابعة أي سلطتهم، الا يمكن الاجتهاد بعض الشئ وإعتبار الأنترنيت سلطة خامسة?!.