يدين مرصد الحريات الصحفية قيام قوة من حماية الشخصيات مكلفة بحماية شيخ عشيرة نافذ بمداهمة منزل صحفي يعمل لحساب وكالة أجنبية وسط الرمادي مساء أمس الثلاثاء، وإقتياد شقيقه الأكبر عوضا عنه لجهة مجهولة ثم إطلاق سراحه بعد ساعات متوعدين ومهددين الصحفي بتسليم نفسه لهم خلال مدة 24 ساعة وإلا فإنهم سيصلون إليه بطريقتهم الخاصة.
وابلغ أزهر شلال، وهو كاتب صحفي ومراسل اخباري يعمل في محافظة الانبار، مرصد الحريات الصحفية، إن قوة تتكون من نقيب وخمسة أفراد يرتدون زيين للجيش والشرطة وصلوا الى منزله في شارع المعارض عند الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء وهم يسألون عنه، وقد أجابتهم النسوة في البيت، إن أزهر موجود حاليا في الفلوجة ويسكن هناك، ويضيف "لكنهم عادوا بعد نصف ساعة وفي اللحظة التي نزل فيها شقيقي الأكبر من سيارته بعد عودته من عمله، وطلبوا إليه مرافقتهم، وحين سألهم عن السبب،أبلغوه إنه سيعرف حال وصوله، ولم نكن نعرف بمصيره حتى أعيد لنا بعد ساعتين تقريبا.
وأوضح، ان شقيقه "أبلغنا إنه تم إعتقاله من قبل مجموعة مسلحة مكلفة بحماية الشيخ ماجد علي سليمان، وكانوا يحققون معه لمعرفة مكاني، وطلبوا إليه أن يبلغني برسالة مفادها،إن علي تسليم نفسي خلال مدة لاتتجاوز 24 ساعة وإنهم سيصلون إلي بطريقتهم الخاصة".
ويقول شلال، إنه إتصل بقيادة شرطة الأنبار التي أكدت له أن لاوجود لأمر قضائي يخول هذه القوة مداهمة منزله ومحاولة القبض عليه، وأن لامشاكل لها معه،كذلك أبلغه ضباط في المديرية إنهم لايعلمون بالأمر إطلاقا، ولاعلاقة لهم بالموضوع لامن بعيد،ولامن قريب.
ونوه شلال الى إنه مستعد للمثول أمام القضاء في حال ثبوت دليل على علاقته بأمر ما يخالف القانون مستغربا من قيام قوة عسكرية لاتمتلك الصلاحيات ولاعلاقة لها بترسيخ القانون العام بمداهمة منزله خارج إختصاصها، حيث إن تلك المهمات من مسؤولية أجهزة اخرى تنفيذية وليست قوة مكلفة بحماية شيخ عشيرة.
وأشار الى ان تهديدات وصلته في أكثر من مناسبة تطالبه بالكف عن نشر معلومات ومقالات عن الفساد في محافظة الأنبار، كما إنه نشر قبل فترة من الزمن موضوعات تتعلق بفساد بمشروع إنشاء حدائق عامة أسماه ( أربعين حديقة، أربعين حرامي ) وبلغت ميزانية المشروع الذي لم ينجز 40 مليار دينار، وقد سبب الموضوع نوعا من الحنق عند البعض ماسبب تعرضي للتهديد في أكثر من مرة.
مرصد الحريات الصحفية إذ يدين إستهداف الزميل أزهر شلال والصحفيين الآخرين العاملين في الأنبار فإنه يحذر الجهات الرسمية والعشائر والقوى المسلحة من التعرض لهم، وسيرفع المرصد من خلال مركز الحماية القانونية دعوى قضائية ضد الشيخ ماجد علي السليمان، ويشير الى إنه سيقيم دعوى مماثلة ضد كل من يتجاوز على الصحفيين في تلك المحافظة خلال الفترة المقبلة فيما لو تكرر الإنتهاكات ضد الصحفيين والاعلاميين هناك.