هكذا ويوما بعد يوم نفقد عدداً من صناع الكلمة ومروجي الحقيقة في زمن تتكالب علينا المصائب والمحن باستهداف ابناء العراق يبقى السؤال المحير كيف الخلاص؟
فالكل مستهدف. الكفاءات العراقية، عمال البناء،الصحفيون وكل انسان يسكن ضمن حدود العراق الجريح وهكذا يومياً تتجدد المطالبة بالحماية وتوفير الامن لكن من دون جدوى.وما استهداف الصحفيين الا احد اجندة الارهاب الاعمى الذي لا يفرق بين ابناء البلد ففي كل يوم وعبر نشرات الاخبار نشاهد تلك الجرائم المروعة باختطاف الصحفيين وما جرى للزميل فليح وداي مجذاب مدير تحرير صحيفة الصباح إلا جريمة نكراء تستهدف الكلمة وتستهدف الطاقات العراقية. فحسبنا الله ونعم الوكيل وربما ستطالنا نحن زملاء الفقيد ايضاً وتكتفي صحفنا بتخصيص نعي في الصفحة الاولى ومطالبة روتينية ومكررة (احموا الصحفيين).لكنني هنا اود ان اسأل كيف يتم حماية الصحفيين من يد الارهاب الدموي وماهي الحلول العملية لذلك؟.فأصحاب المؤسسات الاعلامية لم يمر يوم من الايام الا ويطالبون الحكومة بحماية ملاكاتها والحكومة ومع كل حادثة تستهدف الصحفيين تؤكد عزمها لحماية الصحفيين لكن دون حلول عملية تذكر،لكنني هنا اسأل جميع الزملاء في مهنة المتاعب والمصاعب كيف تتم الحماية. هل يخصص لكل اعلامي شرطي او تقف حماية امام منزله؟ او في مقر عمله؟ وماهي المؤسسات التي يجب ان تحمى ويحمى ملاكاتها.الحكومية، الاهلية واية صحيفة واية فضائية واية اذاعة وكم سنحتاج من عناصر الحماية ان كل هذه التساؤلات والحلول تبدو شبه مستحيلة خصوصاً وان اغلب شهداء الصحافة استهدفوا اثناء عمليات التغطية الصحفية او في الطريق المؤدي الى العمل. هذه الحلول المفترضة لم تنظر الحكومة بها ولم تقم بدراسة لكيفية حماية الصحفيين مكتفية بالتأكيد على حمايتهم، لذا فأن مسؤولية حماية الصحفيين تقع على عاتق الحكومة وعليها ايجاد حلول امنية تتعاون فيها مع قادة الاجهزة الامنية للوصول الى حل عملي يحمي الطاقات الاعلامية واصحاب الاقلام الحرة.