يعبر مرصد الحريات الصحفية في كوردستان عن قلقه البالغ من استمرار أقامة الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل جهات سياسية متنفذة في الاقليم ضد الصحفيين.
ففي نهاية شهر تموز الماضي، رفع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، عدة دعاوى قضائية ضد صحف: هاولاتي، ئاوينة، روزنامة، ومجلات: لفين، ريكا، فشار، خيزان، يطالب فيها بدفع تعويضات كبيرة جداً، واكبر تلك الدعاوى هي المسجلة ضد صحيفة (روزنامة) الصادرة عن شركة وشة، حيث يطالبها الحزب بدفع مليار دولار امريكي، وتعتبر هذه الدعوى هي اكبر مطالبة بتعويضات مالية طائلة في تاريخ الصحافة العراقية والكوردستانية.
مرصد الحريات الصحفية يعد أستخدام مواد قانونية أخرى غير الواردة في قانون العمل الصحفي، هي احدى وسائل الضغط التي تستخدم ضد المؤسسات الاعلامية المستقلة وتجاوزاً وتهميشاً لهذا القانون الذي اقره برلمان كوردستان في شهر ايلول من عام 2008، وصادق عليه رئيس الاقليم.
وتنص المادة التاسعة من نفس القانون " تفرض غرامة مالية على الصحفي اورئيس التحرير، بمبلغ لايقل عن مليون دينار عراقي ولاتزيد عن خمسة ملايين دينار"، وفي المادة الثانية عشر من القانون ذاته " لايعمل بأي مادة تتعارض مع احكام هذا القانون".
وسجل مرصد الحريات الصحفية مخالفات واضحة لقانون العمل الصحفي في الاقليم حيث ان دعاوى قضائية عدة رفعت بعد انتهاء الفترة القانونية المحددة لها، كما ان قانون العمل الصحفي نص في مادته الثامنة "بأنه لايجوز رفع دعوة قضائية ضد صحفي بعد مرور 90 يوما من نشر مادته الصحفية".
مرصد الحريات الصحفية يطالب مسؤولي الحزب الديمقراطي الكوردستاني، اللجوء الى قانون العمل الصحفي، لحل مثل هذه الاشكالات، عند وقوع اي مشكلة مع المؤسسات الاعلامية.
وهذه بعض التجاوزات التي سجلها مرصد الحريات الصحفية في كردستان خلال اسبوع واحد:
- يوم الاربعاء 22/9، أبلغ دكتور كوران عبدالله، وهويحمل شهادة ماستر في السياسة الصحية، مركز ميتروممثل مرصد الحريات الصحفية في كردستان، بأن وزير الصحة رفع دعوقضائية ضده، يطالب فيها بتعويض قدره 200 مليون دينار عراقي، وجاءت تلك الدعوة بعد لقاء صحفي أجرته مجلة خيزان في عددها 43 معه.
يقول د. كوران " اللقاء كان حول النظام الصحي في اقليم كوردستان ونواقصه وضرورة اصلاحه، ولم يكن اللقاء يتضمن اي تشهير، وانا مستعد للدفاع عن نفسي وعن المجلة".
- يوم 21/9 أبلغ برزان علي حمه الصحفي في مجلة فشار، مركز ميترو، بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، رفع دعوى قضائية ضد كل من الكاتب ريبين هردي، وعضوالبرلمان عدنان عثمان والاستاذ الجامعي كامران منتك وجلال جوهر احد كوادر حركة كوران.
وقال بارزان " هذه الدعوى جاءت على خلفية كتابات نشرت لهم في العدد 11 من مجلتنا".
- وفي يوم 19/9 أتصل الصحفي بختيار سعيد بمركز ميترووأبلغه، انه في يوم 5 أيلول 2010 أجرت مجلة هونيا لقاءا صحفيا معه، وقال " بعد يوم من نشر اللقاء، بدأت بتلقي التهديدات من المؤسسات الامنية في السليمانية، مما أضطرني الى ترك المدينة والعودة الى مدينة اربيل".
واضاف بختيار" في مدينة اربيل وبنفس الطريقة تعرضت الى المراقبة والتهديد، وبالذات من الضباط الكبار في جهاز امن الباراستن التابع للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتم وضع صورتي على سايت الفيس بوك مصحوبة مع اتهامات واساءة واهانة، كما تعرضت للتهديد بالقتل."
- يوم 18/9 وبعد انتهاء مؤتمر صحفي وامام فندق سليمانية بالاس، تم القاء القبض على رئيس تحرير مجلة فشار، وتم اطلاق سراحه بكفالة بعد اربع ساعات من القاء القبض عليه.
وقال مصدر في شرطة السليمانية، انه تم القاء القبض عليه حسب المادة التاسعة من قانون العمل الصحفي لعدم "حضوره امام المحكمة" بعد ان سجلت دعوى قضائية ضده.
هيمن كريم رئيس تحرير مجلة فشار، أبلغ مركز ميترو، انه بعد ان نشرت مادة صحفية عن حزب زحمتكيشان، جناح قادر عزيز، سجل ابن قادر عزيز سكرتير الحزب دعوى قضائية ضدي، وقال " لم استلم اي ورقة تبليغ من الشرطة، ولوكنت استلمتها لذهبت الى المحكمة."
- وفي يوم الخميس 16/9 أبلغ مراسل قناة KNN الفضائية، مركز ميترو، انه تم اعتراضه من بعض الاشخاص اثناء تغطيته لمظاهرة سائقي اجرة في مدينة خانقين.
مراسل القناة كرميان حمه بور، قال لمركز ميترو" ان شخصا اعترضه وعرف نفسه بأنه ممثل الاتحاد الوطني الكوردستاني، وكان ذلك امام قوات الأمن الآسايش، الذين لم يتدخلوا ووقفوا صامتين."
- يوم الخميس 15/9 أبلغ مراسل صحيفة الدستور مركز ميترو، انه في يوم 5/9 واثناء تغطيته لخبر في احد فنادق شارع كاوة في مدينة السليمانية، تعرض لتهديد من صاحب الفندق.
وقال فرمان خيلاني " هددني صاحب الفندق بالقتل، وقمت بتسجيل دعوى قضائية ضده، الا لكن لم تتخذ اي اجراءات بحقه."
التقرير اعده مركز ميتروالذي يمثل مرصد الحريات الصحفية JFOفي كردستان العراق