29-1-2016
يعرب مرصد الحريات الصحفية (JFO) عن خشيته من تنامي النفوذ السياسي مجددا في القناة التلفزونية الخاصة بالدولة العراقية، خاصة بعد قرار الفصل التعسفي، الذي اتخذته ادارة القناة، بحق ابرز مراسليها في اوربا، بطلب من رئاسة الجمهورية.
وابلغ مراسل قناة العراقية في باريس سيف الخياط مرصد الحريات الصحفية (JFO)، بان "قرار انهاء عقد عملي مع قناة العراقية الذي اتخذه مديرعام شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط، جاء بناءً على طلب من رئاسة الجمهورية".
ونشر الخياط على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في 1 كانون الأوَّل / ديسمبر 2015، انتقادا للوفد الرئاسي الذي حضر قمة المناخ في باريس، وذكر ان "العراق أصبح مجرد فضيحة بسبب الوفد الممثل برئيس الجمهورية، الذي يشارك في قمة المناخ العالمية، في حين كشف عن تفاصيل "ضياع خطاب الرئيس العراقي، وتكلفة اقامة الوفد المرافق له والتي كلفت الحكومة العراقية 250 الف يورو". وهو ما اثار حفيظة الرئيس فؤاد معصوم وطاقمه الاستشاري.
وحصل مرصد الحريات الصحفية (JFO) على نسخة من كتاب انهاء عمل الخياط في شبكة الاعلام العراقي، ويحمل توقيع مديرها العام، الذي تحجج بعدم تجديد العقد "لعدم توفر تخصيصات مالية"، الا ان الخياط قال ان "عدم تجديد عقد العمل لأسباب مالية مجرد التفاف على القانون ولا مبرر له، ويعد بمثابة الفصل، لأنني من اصحاب العقود القديمة التي لها تخصيص مالي ثابت في الميزانية التشغيلية، كما ان القرار لا يشمل اخرين خصوصاً اصحاب العقود المالية الكبيرة والذين هم غير منتجين".
وابلغ مسؤول كبير في شبكة الاعلام العراقي مرصد الحريات الصحفية (JFO)، انه "بلاضافة للضغوط السياسية التي مارستها رئاسة الجمهورية، لانهاء عقد الخياط، فان عدد اخر من الموظفين في الشبكة كانوا منزعجين من التقارير الصحفية التي ينشرها مراسلهم في باريس، وخاصة تلك التي تتعلق بالفساد المالي والاداري وسوء استخدام السلطة، وهو ما ولد ضغط اضافي لاقصاء الخياط من عمله".
سيف الخياط الذي يعد من ابرز مراسلي قناة "العراقية" في اوربا، كان قد تعرض سابقا لحملة تحريض منظمة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، قادتها حسابات معروفة بعلاقتها بتنظيم "داعش".
وتضمنت حملة التحريض حينها، دعوة الخلايا النائمة للتنظيم في ارجاء اوروبا، والمعروفة بـ"الذئاب المنفردة"، الى تنفيذ حكم الاعدام الذي اصدره التنظيم بحق الخياط و"نسف جسده بصاروخ مضاد للدروع".
مرصد الحريات الصحفية (JFO) اذ يبدي خشيته على استقلالية وسائل الاعلام المملوكة للدولة، فانه يطالب رئاسة الجمهورية، بايضاحات حول قضية الفصل التعسفي الذي تعرض لها الزميل سيف الخياط، كما يدعو المرصد ادارة شبكة الاعلام العراقي الى احترام الحريات الصحفية وحرية التعبير والحفاظ على التقاليد المهنية والاحترافية ورفض الضغوطات السياسية التي تؤثر بشكل مباشر على الاداء المهني للعاملين في قناة "العراقية" والمؤسسات الاعلامية الاخرى التابعة لها.