14-7-2015
تابع مرصد الحريات الصحفية بقلق على مدار سبعة ايام متواصلة، حملة تحريض منظمة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، تحرض على قتل صحفي عراقي بارز مقيم في فرنسا، قادتها حسابات معروفة بعلاقتها بتنظيم "داعش".
فقد بث التنظيم على نطاق واسع، تغريدات وهاشتكات عديدة، تحرض على قتل الصحفي العراقي سيف الخياط، الذي يعمل مراسلاً لقناة "العراقية" المملوكة للدولة، في العاصمة الفرنسية باريس.
وقد استهدف مناصروا التنظيم الحساب الشخصي للخياط على موقع "فيسبوك"، وقاموا بتعطيله إثر حملة شكاوى وتبليغات منظمة، ثم تبعتها حملة تحريض تضمنت دعوة الخلايا النائمة للتنظيم في ارجاء اوروبا، والمعروفة بـ"الذئاب المنفردة"، الى تنفيذ حكم الاعدام الذي اصدره التنظيم بحق الخياط.
وطالب مناصروا تنظيم داعش، على موقع "تويتر"، بقتل الصحفي سيف الخياط كعقاب جراء مساندته الاعلامية للجهود الدولية للقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" المعروف باسم "داعش". وهدد مناصروا التنظيم، المعروف باساليب القتل المبتكرة، بنسف جسد الصحفي العراقي بصاروخ مضاد للدروع.
وركز التنظيم في حملته، على إظهار صورة للصحفي وهو يحمل شعار تضامن مع صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية، التي سبق وان قام التنظيم المتطرف باستهدافها مطلع العام الحالي وقتل أحد عشر من صحفييها، بسبب رسوم كاريكاتورية استهدفت زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي، ورسوم اخرى اعتبرها مناصروا التنظيم مسيئة للاسلام.
سيف الخياط قال لمرصد الحريات الصحفية، في اتصال هاتفي من باريس، إن "تهديدات من هذا النوع تخيف الصحفيين في العادة، لكونها تصدر عن تنظيم إرهابي".
ويضيف الخياط، إن "داعش صار يمتلك نفوذاً داخل موقع تويتر، وهو يقوم بتعطيل حسابات النشطاء والمدونين باستمرار، ويهاجم الحسابات التي تدير دعاية ضد نهجه وافكاره، وهذا ما يجعل الفضاء الالكتروني تحت نفوذه، ويعرض شبكة الانترنت لسطوة المنظمات الإرهابية السرية، التي لا تلتزم بأية قانون".
ويقول الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، إن "الصحفي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي سيف الخياط، لعب دوراً كبيراً في مواجهة حسابات تنظيم داعش، كما قام بنشر اخبار القوات الحكومية والقوات المساندة لها، وهذا ما ازعج التنظيم واتباعه".
الهاشمي، المستشار الامني لمرصد الحريات الصحفية، اكد أن "الحسابات التابعة للتنظيم قامت في بادئ الامر بحملة تشويه ضد الخياط، لكنها فشلت بذلك، ثم لجأت الى استهداف حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك كان الفشل حليفها، مما دفعها الى تهديده بالقتل، وهذه تهديدات حقيقية جاءت من حسابات رسمية تابعة للتنظيم وليست حسابات متعاطفين او مؤيدين فقط، وبالتالي فان حياة الخياط معرضة للخطر بشكل فعلي".
مرصد الحريات الصحفية اذ يعرب عن قلقه البالغ من اتساع دائرة التهديد الذي يتعرض له صحفيون عراقيون في داخل العراق وخارجه من التنظيمات الارهابية، فانه يطالب الحكومتين الفرنسية والعراقية بتوفير الحماية الكاملة لهؤلاء الصحفيين، ومنع وقوع مجزرة جديدة بحق الصحافة والصحفيين كالتي نفذها التنظيم ضد صحفية "شارلي ايبدو".
ويلفت مرصد الحريات الصحفية الانتباه الى حوادث قريبة راح ضحيتها صحفيون كانوا قد تلقوا تهديدات مماثلة وتمت تصفيتهم فعلاً، مما يعني أخذ هذه التهديد على محمل الجدية، وهذا ما يستدعي جهدا دوليا واقليميا، لملاحقة المنصات الاعلامية لداعش، التي يستخدمها التنظيم للتحريض على معارضيه من الصحفيين والناشطين، في الوقت الذي يستثمرها لجذب المناصرين وتوسيع رقعة دعايته المضللة.