يعبر مرصد الحريات الصحفية عن قلقه البالغ من الأساليب الوحشية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية ضد وسائل الإعلام العراقية، ويدعو المرصد الحكومة العراقية والسلطات الأمنية الى وضع خطة محكمة لحماية المؤسسات الإعلامية في جميع مناطق البلاد.
ويبين التقرير الذي أعده مرصد الحريات الصحفية، إن المسلحين الذين إقتحموا مبنى فضائية صلاح الدين أعدموا 5 صحفيين بالرصاص والقنابل اليدوية، وهم (مدير الأخبار رعد ياسين البدي ومقدمة البرامج وسن العزاوي والفني جمال عبد الناصر و المصحح اللغوي احمد خطاب عمر ومدير قسم التنسيق محمد عبد الحميد).
وأبلغ عاملون في فضائية صلاح الدين، مرصد الحريات الصحفية، بتفاصيل عملية إقتحام مبناها في تكريت، والتي أدت الى مقتل 5 من الصحفيين والفنيين بينهم مذيعة وعاملون بعضهم تجاوز عمره 70عاما، حين إستخدم 4 إنتحاريين سيارة مفخخة وهاجموا الفضائية يوم الإثنين الماضي.
وقال أحد المسؤولين في القناة، إن القوات الأمنية قامت بتدمير مرسلات البث الفضائية بواسطة قاذفة RPG خشية من سيطرة المسلحين على شاشة التلفزيون وإستخدامها لبث بيانات معينة.
وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن إسمه لأسباب أمنية، إن عملية إقتحام مبنى الفضائية، قادها 4 إنتحاريين يستقلون سيارة نوع (اوبل) صالون تحمل ألواحاً غير قانونية، حيث دار اطلاق نار كثيف بين الإنتحاريين وحرس المبنى، إلا إن الحراس لم يتمكنوا من ردع المسلحين، ليقتحموا المبنى المكون من أربعة طوابق، وحال دخولهم المبنى قاموا بإطلاق النار على مقدمة البرامج وسن العزاوي التي أصيبت في منطقة الرأس ما أدى إلى مقتلها في الحال.
وتبلغ العزاوي من العمر 34 عاما، وهي متزوجة وأم لطفل ضرير، وتعمل كمقدمة برامج ومذيعة أخبار في القناة منذ تأسيسها.
ويضيف المسؤول، في حديثه لمرصد الحريات الصحفية،"قام المسلحون بإعدام الفني جمال عبد الناصر بعد إقتحام غرفته في الطابق الأول وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص".
وكان الناصر يعمل مونتيرا في القناة، ويبلغ من العمر 24 عاماً، ولم يمر على زواجه سوى ثلاثة أسابيع.
كما وإقتحم المسلحون الطابق الثاني من المبنى، وتمكنوا من كسر باب غرفة الأخبار وإلقوا قنبلة يدوية فيها، ما أدى إلى مقتل مدير قسم الأخبار رعد ياسين البدي وأحمد خطاب عمر الذي يعمل مصححاً لغوياً.
ويعد رعد ياسين البدي من المصورين التلفزيونيين المخضرمين، حيث كان يعمل في تلفزيون بغداد، ويبلغ من العمر 63 عاما وهو أب لأربعة أولاد.
أما أحمد خطاب عمر، فيعد من أقدم المصححين اللغويين العاملين في الصحافة العراقية، إذ تحمل بطاقة عضويته في نقابة الصحفيين رقم 72، وكان يعمل مصححاً لغوياً في جريدة الجمهورية، ويبلغ من العمر 73 عاماً.
وقام المسلحون بعدها بإقتحام الطابق الثالث الذي يضم قسمي التنسيق والأرشيف، وقاموا بقتل مدير القسم محمد عبد الحميد بعد إلقاء قنبلة يدوية عليه، ما أدى الى مقتله في الحال.
ويبلغ محمد عبد الحميد من العمر 48 عاما، وهو من سكنة العاصمة بغداد ويعمل في قناة صلاح الدين منذ 5 أعوام.
وإستخدم المسلحون أساليب عنيفة لملاحقة موظفين هربوا منهم الى سطح البناية، وحين عجزوا عن كسرالباب المؤدي الى سطح بناية الفضائية أطلقوا النار على خزانات الأوكسجين المستخدمة في أجهزة التبريد لتفجيرها بهدف قتل من كان يختبيء من الموظفين هناك وقد ظن المسلحون بالفعل إنهم قتلوا.
أحد الناجين من الحادثة قال، لمرصد الحريات الصحفية، إنه وزملاء آخرون له قرروا الهرب بإستخدام سلم الطوارئ الخلفي لمبنى الفضائية، إلا عناصر الشرطة أطلقوا النار بالخطأ عليهم ظناً بأنهم مع المسلحين، ما أدى إلى جرح أحمد إبراهيم وهو أحد الفنيين العاملين في القناة، الذي سقط من على سلم البناية بعد إصابته بطلق ناري، وأصيب إثر ذلك بكسور مضاعفة، كما أصيب أحد السائقين في القناة بطلق ناري في كتفه.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش ) الهجوم الذي نفذه إنتحاريون ضد فضائية صلاح الدين، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع تعنى بأخبار الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وأوضح البيان ، إن الهجوم جاء "بتوجيه من وزارة الحرب في الدولة الإسلامية في العراق والشام، وعليه إنطلق فارسان من فرسان دولة الإسلام مدججين بأسلحتهم صوب مقر فضائية صلاح الدين التي ما فتأت تدس السموم وتشوه الحقائق".
ومايزال العراق على مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب، وتعرض الصحفيون والعاملون معهم لهجمات متتالية منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث قتل 273 صحفيا عراقيا و أجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي، منهم 161 صحفياً قتلوا بسبب عملهم الصحفي وكذلك 62 فنيا و مساعدا إعلاميا، فيما لف الغموض العمليات الإجرامية الإخرى التي إستهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين لم يأت إستهدافهم بسبب العمل الصحفي ، وأختطف 65 صحفياً ومساعداً إعلامياً قتل اغلبهم ومازال 14 منهم في عداد المفقودين. حسب إحصائيات مرصد الحريات الصحفية. إلا إن جميع هذه الجرائم لم يُكشف عن مرتكبيها، ويتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم.
مرصد الحريات الصحفية إذ يدين الجرائم الوحشية التي يتعرض لها الصحفيون في العراق، فإنه يدعو رئيس الحكومة العراقية للتدخل ووضع آلية حماية مناسبة لتجنب إستهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في البلاد.