وثق مرصد الحريات الصحفية عدداً من الانتهاكات والاعتداءات التي طالت صحفيين ومؤسسات إعلاميية في مناطق مختلفة من العراق واقليم كردستان خلال الفترة من 1 ايلولسبتمبر وحتى 30 ايلولسبتمبر.
وتراوحت الانتهاكات من حيث طبيعتها لتتضمن: اعتقالات، محاولات اغتيال، اعتداء بالضرب، استهداف بالرصاص الناري، بالاضافة إلى المنع التعسفي لممارسة العمل الصحفي ومصادرة معدات التصوير.
في (4 ايلولسبتمبر 2022)، مارست السلطات في مدينة حلبجة في إقليم كردستان اعتداءات وخروقات القانونية بحق عدد من الصحفيين والعاملين في الإعلام إثر تغطيتهم للتظاهرات نظمها خريجون عاطلون عن العمل، حيث اعتدت على "مجموعة من الصحفيين أثناء ممارسة واجبهم، وصادرت كل معدات التصوير والبث ومنعت وسائل الإعلام مثل NRT و Speda TV و BasNews و GaliKurdistan و Rudaw من تغطية الاحتجاجات"، وفق ما أفاد به مجموعة من صحفييي هذه المؤسسات.
وفي (5 ايلولسبتمبر 2022)، اعتقلت السلطات الامنية في اربيل مراسل قناة NRT كريم كيفي في قضاء سوران لمدة 14 ساعة، خلال تغطية صحفية بشأن تعرض ضواحي ناحية خليفان في اربيل الى قصف صاروخي.
وفي التاريخ ذاته، قال مراسل قناة العهد في بابل إنه تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة وسط مدينة الحلة، حيث أخبر مرصد الحريات الصحفية (JFO) إن "مسلحين تقلهم دراجتين ناريتين، كانوا يتمركزون في منطقة مجاورة للقرية التي اسكن بها، فتحوا نيران اسلحتهم علي"، مضيفاً أن "محاولة الاغتيال هذه جاءت بعد أسبوع تقريباً من حملة تحريض تعرضت لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتوجيه اتهمات تفيد بأني مقرب من الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي".
وفي العاصمة بغداد تعرض كادر قناة "هنا بغداد"، الى اعتداء في (11 ايلول/ سبتمبر 2022) ومنع من التصوير اثناء تغطية تظاهرة للمحاضرين المجانيين، حيث أفادت الزميلة رونق الجنابي بأن "أحد عناصر مكافحة الشغب استاء من تصويرنا لصدام بسيط حصل بين المحتجين والقوات الأمنية، وقام بغلق عدسة الكاميرا التي كانت تصورني اثناء حديثي عن مطالب التظاهرة، وقام بالاعتداء على المصور الذي يرافقني الزميل (مصطفى مناف) وحاول كسر الكاميرا، مما اضطر مجموعة من الزملاء الصحفيين الى التدخل لإيقاف الاعتداء".
من جانب آخر، تعرض الصحفيان (علي العبيدي، وعلي الشريفي- الذي يعمل لدى صحيفة "المستقل") في النجف الى اعتداء من قبل قوة امنية اثناء تغطية مسير الزائرين صوب مدينة كربلاء، بتاريخ (11 ايلولسبتمبر 2022)،
وذكر الشريفي إنه "اثناء تغطية صحفية لتقييم وضع الزائرين الوافدين من والى محافظة النجف وكربلاء والاختناقات الحاصلة في الشوارع، تم الاعتداء علينا انا وصديقي علي العبيدي من قبل قوات (سوات) وسحب جهاز الموبايل واقتيادنا الى عجلات الدورية بصورة وحشية وأسلوب رخيص ومبتذل من قبل افراد (سوات) وبتوجيه من ضابط برتبة عقيد وكأننا مجرمان إرهابيان".
وبعد أيام من هذا الحدث، تعرض مراسلا قناتي الرابعة والبغدادية في محافظة بابل (زيد الشهيب وزين الشبلي) إلى إطلاق نارمن قبل مسلحين مجهولين، بتاريخ (14 ايلول 2022).
حيث قال مراسل قناة الرابعة، زيد الشهيب، في حديث لمرصد الحريات الصحفية JFO: "تعرضنا إلى إطلاق نار في وقت متأخر من قبل مسلحين مجهولين في إحدى مناطق جنوب بابل، أنا ومراسل قناة البغدادية الزميل زين الشبلي".
يدين مرصد الحريات الصحفية JFO جميع الاعتداءات والانتهاكات التي تحدث في مناطق العراق، لاسيما إقليم كردستان، بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والتي تتنافى بشكل قاطع مع جميع البنود العالمية والاتفاقات والمواد الدستورية العراقية التي تنص على حق حرية التعبير وتكفل حماية الصحفيين وممارسة عملهم المشروع بحرية وأمان.
ويؤشر مرصد الحريات الصحفية JFO إلى ارتفاع ملحوظ بعدد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون خلال الأشهر الثلاث الماضية والتي تنوعت بين الاستهداف المباشر والمنع من التغطية والاعتقال ومصادرة معدات التصوير.
ويذكر المرصد بأن منع الصحفيين المحترفين والمؤسسات الإعلامية المتخصصة من تغطية حدث ما، لن يسهم أبداً بالتعتيم على ما يجري، بل سيسهم في فسح المجال للعامّة والمارّة بتولي مهمّة نقل الأحداث دون اعتماد المعايير الصحفية وهو ما قد يساهم في التضليل، ويعود بنتائج عكسية ضد السلطات التي منعت الصحفيين من التغطية.