يعبر مرصد الحريات الصحفية عن تضامنه الكامل مع الصحفيين الذين يتعرضون للتهديد والإبتزاز بسبب عملهم الصحفي، ويطالب الحكومة العراقية بأن تكون أكثر جدية في تأمين أجواء ملائمة لهم لممارسة مهامهم في بيئة مضطربة تفتقد لشروط العمل والتحرك الآمن دون عوائق وتهديدات، ويدعو مرصد الحريات الصحفية مجدداً الى وضع إستراتيجية ملائمة تكبح نوايا كل من يحاول أن يقوض الجهد الصحفي في البلاد.
ووثق مرصد الحريات الصحفية خلال الأسبوعين الماضيين شهادات عديدة لصحفيين عراقيين تعرضوا للتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل جماعات مسلحة وأخرى سياسية نافذة، بسبب تغطياتهم الأخبارية عن العنف المسلح والفساد المالي والأداري.
ويقول المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي، إننا قلقون جداً من التهديدات التي يتعرض لها الصحفيون العراقيون الذين يعملون على التغطيات الإخبارية وعلى السلطات الأمنية والحكومة العراقية التعامل بجدية مع تلك التهديدات وأن لاتهوِّن من خطورتها.
ويأتي ذلك بعد التهديدات الموثقة التي تعرض لها صحفيون في مدينة الموصل، حيث وجدت القوات الامنية هناك قائمة "تصفية" تضم أسماء 44 صحفياً ومصوراً محلياً، في عمليات دهم لمقرات الجماعات المسلحة، فيما شكا صحفيين في بغداد من تهديدات مباشرة تعرضوا لها تهددهم بالتصفية الجسدية.
وأبلغ الصحفي حسام محمود فرج، مرصد الحريات الصحفية، إنه أضطر لمغادرة العراق إثر تعرضه لضغوط نفسية غير مسبوقة إثر سلسلة من التهديدات طالته بعد إنتاجه لأعمال صحفية وتحقيقات إستقصائية لتلفزيونات محلية تلاحق ملفات العنف والفساد في العراق.
فرج الذي يعمل مخرج برامج في قناة الإتجاه الفضائية ووسائل إعلام أخرى قال، إن قناته تعرضت الى ضغوط ومسائلات من قبل "جهات نافذة"، بعد بثها أفلام وثائقية ، لاحقت ملفات فساد وفي فيلمه الوثائقي (عصر الفوضى) الذي عرض نهاية تشرين أول / أكتوبر الماضي، حيث تلقى معد البرنامج سليم محمد "التهديد بالقتل مباشرة بعد عرض حلقة البرنامج التي بث الفلم فيها " ما دفعه لترك البلاد بعد يومين من تلقيه التهديدات".وهو الأمر الذي طاله هو أيضا ولمرات عديدة.
وبين مسح سابق أجراه مرصد الحريات الصحفية، إن مايقرب من 40 صحفياً وإعلامياً قاموا بهجرة جماعية من المدينة الموصل، بعد سلسلة الإغتيالات التي شهدتها المحافظة، حيث غادر 12 صحفياً البلاد متوجهين إلى تركيا، فيما غادر 6 أخرون إلى إقليم كردستان، بينما توجه مايقارب من 20 صحفاً للأقضية والنواحي والقرى الواقعة تحت سيطرة إقليم كردستان، والتي تعدُ أكثر استقراراً.
وتشير شهادات وثقها مرصد الحريات الصحفية، الى تورط جهات سياسية نافذة بتهديد صحفيين رفضوا أن تنشر معلومات تهديدهم تخوفاً من تصفيتهم.
مرصد الحريات الصحفية إذ يبدي قلقه العميق لتصاعد التهديدات التي تطال الصحفيين ووسائل الإعلام من جهات عدة، فإنه يشير الى ضرورة التحرك العاجل لمنع تكرار حالات التهديد والتصفية الجسدية بحق الصحفيين والإعلاميين العراقيين والتي لم تجد للآن من يوقفها ، أو يحجم منها وهي تكاد تتسبب بتقويض كل المكتسبات التي تحققت للصحافة العراقية بعد العام 2003، وضرورة أن تقوم القوات الأمنية بواجباتها وتفتح تحقيقات موسعة لمعرفة الجهات التي تقف وراء تلك التهديدات وملاحقتها قضائيا وتقديمها للعدالة.