قام الجيش الامريكي بكشف النقاب عن تقرير خاص حول مقتل مراسلي "العربية" علي عبد العزيز وعلي الخطيب، نتيجة تعرضهما لإطلاق نار من قبل الجنود الأمريكيين عند أحد نقاط التفتيش في بغداد عام 2004.
وتم الكشف عن هذه المعلومات بعد طلب خاص تقدمت به لجنة حماية الصحفيين CPJ، والتي أصدرت بدورها تقريرا مفصلا، انتقدت فيها ما وصفته بعدم شمولية التحقيق، لجهة إسقاطه أقوال الشهود العيان الذي عايشوا الحادث، مع ملاحظة التناقض الواضح في شهادات الجنود الامريكيين الذين تم الأخذ بشهادتهم.
وكان مراسلا "العربية" علي عبد العزيز وعلي الخطيب توفيا نتيجة إطلاق النار على سيارتهما من قبل الجنود الامريكيين، خلال مرورهما عند أحد نقاط التفتيش في بغداد، يوم 25 مارس 2004.
يومها، طالبت اللجنة الجيش الأمريكي بفتح تحقيق حول الحادثة. انتهى التقرير بعد 4 أيام من وقوع الحادثة، وانتهى إلى أن وفاة العزيز والخطيب كانت بسبب طلقات نارية أصابتهم عن طريق الخطأ، حين كان الجنود الامريكيين يطلقون النار على سيارة من نوع فولفو بيضاء اللون، لم تخفف من سرعتها أثناء مرورها على نقطة التفتيش في بغداد. وأفاد تقرير الجيش أن الجنود الأمريكيين قاموا بإطلاق النار على "الفولفو"، في وقت مرت سيارة من نوع "كيا سبورتاج" تخص مراسلي العربية، ما أدى إلى إصابتهما عن طريق الخطأ.
وفي 117 صفحة، شرح الجيش الأمريكي ملابسات الحادث، مبرّئاً الجنود من أي تقصير، باعتبار أنهم اتبعوا التعليمات والقوانين والاجراءات العسكرية المتبعة، خاصة في حالات الاشتباه بتعرضهم للخطر.
وشكك نائب مدير عمليات الجيش الأمريكي الجنرال مارك كيميت بمسؤولية جنوده عن الحادث، متحدثاً عن أن عدد الطلقات النارية التي أطلقها الجنود يومها بلغت 80 طلقت، وُجدت آثار 78 منها على سيارة الفولفو البيضاء التي كانوا يصوبون عليها، بينما لم تصاب سيارة مراسلي العربية إلا بطلقين اثنين. وأضاف أن التشريح أظهر أن صحفيي العربية أصيبا بخمس رصاصات على الأقل، مشيرا إلى أن هناك تناقضا كبيرا بين الرصاصات التي أطلقت على السيارة التي اقتحمت نقطة التفتيش والرصاصات التي أطلقت على صحفيي العربية.
استهداف مباشر
وفي تعليقها على التقرير، قالت لجنة حماية الصحفيين إنه لم يُشر إلى ما رواه الشهود العيان عن الحادثة، والتي قالوا فيها أن الجنود أطلقوا النار بشكل مباشر على السيارة التي يستقلها مراسلو العربية. كما أهمل التقرير ما أفاده به أحد الشهود من أن الحاجز لم يكن مضاءاً بشكل كاف، وهو ما يتعارض مع شهادة الجنود المتهمين.
ونقلت اللجنة شهادة سائق شاحنة البث المباشر التابعة لقناة "العربية"، والذي كان موجوداً في مكان الحادث، نفى فيها وقوع أي اصطدام بين سيارة مراسلي "العربية" وأي آلية عسكرية أمريكية، وقال أن مراسلي العربية تم استهدافهما بشكل مباشر من قبل الجنود الامريكيين.
وقد رحب المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين جويل سايمون بنشر تقرير الجيش الأمريكي، مشيراً إلى أن الهدف منه هو إلقاء الضوء على هذا الحادث المأساوي، "على الرغم من أنه لم يتطرق إلى أقوال الشهود العيان الذين تواجدوا في المكان وقت الحادث"، وفق ما قاله سايمون، معتبراً أن ذلك يترك مجالات للشك حول إمكانية تجاهل بعض المعلومات حول القضية.
واعتبر سايمون الإفصاح عن هذه المعلومات يعتبر خطوة هامة في إجراء نقاش صريح، يمكن أن يساهم في تأمين سلامة الصحفيين العاملين في العراق. وطالب القوات الامريكية بالإفراج عن كل التقارير المتعلقة بحوادث إطلاق النار على صحفيين وإعلاميين يغطون الحرب الدائرة، علماً أن نحو 16 إعلاميا، بين صحفيين ومراسلين، قتلوا على أيدي قوات التحالف في العراق منذ بدء الحرب. في حين وصل عدد الصحفيين القتلى إجمالاً إلى 154، و39 مراسلاً تلفزيونياً، قُتل أغلبهم على أيدي المتطرفين.
وتحدثت لجنة حماية الصحفيين عن وجود دلائل عن استهداف القوات الأمريكية للإعلاميين بشكل مباشر في بعض الحالات.
التقرير الكامل الذي قدمه الجيش الامريكي باللغة الانكليزية
http://www.cpj.org/regions_07/mideast_07/USreport_AlArabiya.pdf