11-12-2020
يدين مرصد الحريات الصحفية (JFO) التضييق الذي تمارسه السلطات في إقليم كردستان على وسائل الإعلام والصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن في الإقليم منذ أيام احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب ونقص الخدمات.
ففي فجر(7 كانون الأول 2020) اقتحمت قوّة أمنية مبنى قناة NRT في السليمانية وحطمت بعض محتوياته وصادرت معدات تستخدم في العمل الصحفي، ثم أغلقت المقرّ وانتشرت أمام بوابته ومنعت دخول الصحفيين العاملين في القناة إليه، وهذا الفعل المستنكر، الموثق بالصور، يعدّ انتهاكاً للمواثيق الدولية التي تكفل حرية الصحافة.
وبالتوزاي مع عملية الاقتحام، أصدرت وزارة الثقافة في حكومة إقليم كردستان قراراً بوقف بث القناة المذكورة مدة أسبوع، واصفة تغطيتها للاحتجاجات التي سقط خلالها قتيلين وعشرات المصابين من المتظاهرين، بأنها "تصرفات غير مسؤولة"، بينما تلاحق السلطات هناك الكوادر الصحفية لتمنعهم من التغطية الميدانية للأحداث وتعتقلهم أو تعتدي عليهم، وتعمد إلى قطع خدمة الإنترنت عن بعض المناطق.
وإذ يستنكر مرصد الحريات الصحفية (JFO) اتبّاع السلطات في إقليم كردستان لأساليب الترهيب والتضييق على عمل وسائل الإعلام والصحفيين في تغطية الاحتجاجات الحالية، فإنه يدعوها إلى التوقف فوراً عن هذه الأفعال المدانة والانتهاك الصارخ لحرية التعبير والعمل الصحفي.
ويؤشر المرصد أن سجل سلطات إقليم كردستان ينطوي على انتهاكات عدة مورست بحق الصحفيين ووسائل الإعلام العاملة في محافظات الإقليم، دون أن تكون مهتمة، على الأقل، بتحسيين صورتها في هذا المجال أمام الرأي العام المحلي والدولي من خلال اتخاذ إجراءات جادة في التوقف عن تلك الانتهاكات التي تتكرر في أوقات الأزمات.
ووفقاً لمركز ميترو، فإن الانتهاكات من جانب سلطات إقليم كردستان تكررت وشملت عدة مؤسسات وفرق صحفية لمنعها من تغطية التظاهرات.
ففي يوم الخميس (3 كانون الأول/ ديسمبر 2020)، اعتقلت القوات الأمنية في السليمانية، فريقين صحفيين يعملان لفضائية NRT كانا يغطيان التظاهرات في المدينة، الأول صُودرت معداته وأطلق سراحه بعد 30 دقيقة من الاحتجاز، بينما الفريق الثاني نُقل إلى مركز شرطة "سراي" قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد فترة وجيزة.
وظهر اليوم التالي، الأحد (6 كانون الأول / ديسمبر 2020)، تمركزت مفرزة أمنية أمام مؤسسة جتر في السليمانية لتفرز العاملين فيها قبل دخولهم إليها وتحتجزهم.
وفي مساء اليوم ذاته، اعتدى أشخاص مجهولين على أعضاء الفريق الصحفي لموقع (ئازانسي ميديا زيان) الذين كانوا يغطون التظاهرات في ناحية بيرمكرون، كما اعتدى عنصر أمن بالضرب المبرح على الصحفية هوراز أحمد مراسلة موقع شار برس أمام مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في الناحية قبالة حشد من الناس، لأنها كانت تغطي حرق المقر من قبل المتظاهرين.
ولم ينتهِ ذلك المساء عند هذا الحد من الانتهاكات، فبينما كان فريق صحفي من فضائية NRT يغطي احتجاجات لمواطني ناحية بازيان الذين قطعوا حينها الطريق الرابط بين السليمانية وكركوك حاول شخص قدّم نفسه على أنه عنصر من قوات الآسايش بمحاولة مصادرة المايكرفون أثناء البث من مراسل الفضائية لكن المتظاهرين تدخلوا ومنعوه من ذلك.
كما منعت القوات الأمنية وسائل الإعلام من تغطية التظاهرات التي شهدها قضاء رانية في السليمانية يومي السبت والأحد، مع توارد الأخبار حول اعتقال صحفيين. ورغم إطلاق سراح معظمهم، إلا أن مجموعة أخرى من الصحفيين لا يُعرف عددهم بقوا رهن الاعتقال.