بعد ان نعتهم رئيسه بـ (المراهقين )
الصحفيون العراقيون يعلنون مقاطعتهم لمجلس النواب
قاطع عدد ليس بالقليل من مراسلي بعض الوكالات المحليه والعالمية نشاطات مجلس النواب، احتجاجا على وصفهم بـ ( المراهقين ) من قبل رئيس المجلس محمود المشهداني، وسرعان مالاقت مقاطعة الصحفيين صدا في داخل المجلس، اذ انبرى بعض الاعضاء للدفاع عن الاعلامين ومنهم رئيس الوزراء العراقي السابق ابراهيم الجعفري وعضو مجلس النواب صفية السهيل وعدد من اعضاء بعض الكتل النيابية الاخرى، حتى ان البعض منهم ذكر لرئيس المجلس ان احد من السياسين غير قادر على ايصال صوته لولا الرسالة الاعلامية التي ينقلها اولئك المراسلين فيما نبه البعض الاخر منهم الى خطورة الموقف، اذ ليس من السهل ان يتخذ الصحفيون المتابعون لنشاطات المجلس مثل هذا القرار، خاصة وانهم حلقة الوصل الوحيدة بين المجلس والشعب العراقي، وكان للصحفيين المتواجدين في المنطقة الخضراء احتجاجات سابقة على الاوضاع الصعبه التي يواجهونها منذ اللحظة الاولى لدخولهم المنطقة الخضراء وصولاً الى القاطع الذي يتواجدون فية لنقل الحدث.
المشهداني سحب اهانته للصحفيين وحاول ان يعدل من موقفه الذي لاقى الاستنكار، لذلك عمد الى تكليف نائبة الثاني عارف طيفور بالخروج والتفاوض مع الصحفيين المحتجين والنظر في طلباتهم للعدول عن موقفهم، وازاء ذلك قرر الاعلاميون تشكيل وفد للالتقاء بالمشهداني للنظر في طلباتهم وردا على ذلك اكد طيفور انه سينظر في تحقيق ذلك خاصةً بعد ان كلف بصورة رسمية لمتابعة الموضوع.
مراسل ( قناة الشرقية ) احمد جميل كان احد المعترضين، قال انهم يتعرضون الى شتى المضايقات، بدء من سلسلة اجراءات التفتيش ولعق الكلاب لادواتهم واجهزتهم والاسئلة المتكررة من اين انت ؟ والى اين تذهب ؟ ويضيف " كانني دخلت هذا المكان وانا احمل صفة ارهابي " ويقول جميل انهم يبقون لساعات طوال في اجواء صعبة حيث ارتفاع درجات الحرارة ضمن القاطع الذي يتواجدون فية بسبب عطل اجهزة التبريد وعدم توفر مياه الشرب وعزل اعضاء مجلس النواب عن الصحفيين بحاجز طويل وعريض يمنع الصحفيين حتى من رؤية العضو.
الحصول على المعلومة التي تتوافق والموضوع الذي يهدف الصحفي اعداده قد تكون من اكثر معاناة الصحفيين داخل المنطقة الخضراء وتحديدا داخل قصر المؤتمرات هذا ماتقوله مراسلة اذاعة جمهورية العراق داليا كريم، وتؤكد ان اعضاء مجلس النواب لايخرجون للحديث لهم الا اذا ارادوا الادلاء بمعلومات حول مايرغبون في الحديث عنه وهم غالبا لايمنحون الصحفيين الوقت الكافي لطرح الاسئلة.
يفصل الصحفيين عن اعضاء مجلس النواب حاجز طويل وعريض من الالمنيوم والزجاج المظلل، وهذا الحاجز حال دون تمكن مصور اية قناة من اخذ لقطات للاعضاء اثناء استراحتهم، الامر الذي يؤثر على جوانب التقرير الذي يعده المراسل، هذا مايقوله مصور ( قناة العربية ) حسن محمد ويشير الاان بعض اعضاء مجلس النواب فسروا وجوده بضروريات امنية لحماية مرافقي ومدراء مكاتب اعضاء المجلس بل وبعض الاعضاء الذين لايرغبون بالظهور على شاشات التلفزة خوفا من الاستهداف. ويضيف حسن بان اياً من اعضاء المجلس تتوفر له حماية مهولة تتمثل في احاطته من قبل مايزيد عن العشرة من حراسهم الشخصين اضافة الى اجراءات حماية الاخرى مؤكدا ان ذلك يعد تناقض مع مبررات وضع هذا الحاجز.
وتقول مراسلة اذاعة ( العراق الحر ) عاصفة موسى ان الصحفيين الذين احتجوا ـ ويصل عددهم الى قرابة الثمانين ـ رشحوا مجموعة منهم للحديث عن معاناتهم، جاء ذلك بعد ان كلف رئيس مجلس النواب محمود المشهداني نائبه الثاني عارف طيفور للنظر بطلبات الصحفيين الذين قاطعوا نشاطات مجلس النواب احتجاجا على عدم توفير ابسط الاحتياجات للصحفيين من مياه شرب واجهزة تبريد ونحن بانتظار ان نتلمس تنفيذ مطالبنا بعد ان تحقق القاء بين طيفور وممثلي الصحفيين المحتجين.
اكثر مااثار استياء الصحفيين الذين غالباً مايتوجدون في قصر المؤتمرات مابدر من رئيس مجلس النواب، اذ وصفهم بالمراهقين اثناء تعليقة على استفسار لاحد الاعضاء في جلسة المجلس، وهي اهانه لايمكن ان تغتفر، كما تقول امل صقر مراسلة اذاعة ( البي بي سي ) وتضيف ان هذا الوصف الذي جاء على لسان رئيس المجلس لايليق بمكانته.
مرصد الحريات الصحفية يتضامن مع الصحفيين المحتجين ويضم صوته اليهم بهدف اعطاء الصورة الصحيحة عن السلطة الرابعة التي يجب ان تحترم وان تتعامل معها بقية السلطات التشريعية والتنفيذيه والقضائية بجدية خاصة وان هذه السلطة تمثل بالدرجة الاساس حلقة الوصل بين الشعب العراقي وتلك السلطات. كما ويستنكر المرصد بشده ماورد على لسان رئيس مجلس النواب بنعته عدد ليس بالقليل من الصحفيين بالمراهقين ويطالبه بالاعتذار.