في وقت عقدت هيئة الاعلام والاتصالات مؤتمرا دعت فيه رؤساء المؤسسات الاعلامية للتداول والتباحث في الطريقة التي يمكن فيها ادارة العملية الانتخابية اعلاميا وفق تصورات مهنية.
لم استطع حضور هذا المؤتمر لانشغالات معينة وربما لم يحضر اخرون لأنهم يعتقدون ان هذه الهيئة لها صلة باجراءات سابقة قيدت الحريات الصحفية في المرحلة الماضية وهي اجراءات حكومية في معظمها لم تلق ترحيبا من الصحفيين ومؤسساتهم الاعلامية عدا عن ان دورها التنظيمي لايتلائم والحيادية المطلوبة في موضوعة الانتخابات.
قد يكون هذا مدخلا ملائما للحديث عن التغطية الصحفية زمن الانتخابات والاجراءات التي يمكن ان تكون عاملا مساعدا في تعضيد دور وسائل الاعلام لنقل الاخبار والتقارير بشكل محايد وبعيدا عن الضغوط التي يمكن ان تمارس من هذه الجهة او تلك وتبعد الصحفيين عن مهنيتهم ودورهم الرقابي.
في الانتخابات السابقة لمجالس المحافظات التي جرت نهاية يناير من عام 2009 كان الصحفيون حاضرون بقوة للتغطية لكنهم تعرضوا الى مشاكل في بعض المحافظات ومنها الموصل حيث اتصل اعلاميون بمرصد الحريات الصحفية من هناك وشكوا من عوائق واجهتهم خلال تنقلهم من منطقة الى اخرى في المحافظة الشاسعة شمال البلاد وبعضهم تعرض الى اطلاقات نارية.
وليس الموصل لوحدها فهنالك مناطق اخرى في العراق واجه الصحفيون فيها مشاكل حقيقية.
في الانتخابات المقبلة ينتظر الصحفيون مصاعب جمة حيث تؤشر سلوكيات عناصر الجيش والشرطة خلال الاشهر الماضية تصاعدا في الرغبة بعدم التعاون مع الطواقم الاعلامية ومنعها من مزاولة نشاطاتها بحرية وحتى التنقل في داخل العاصمة العراقية والمدن الاخرى.
فهنالك المزيد من القرارات التي يجتهد بها عناصر في السيطرات الامنية المقامة على الطرق وفي مداخل المدن التي تتصرف بطرق غير ملائمة مع الفرق الاعلامية وتمنعها في كثير من الاحيان من الوصول الى اماكن الاحداث وربما منعت ادخال المعدات الصحفية معها لأسباب واهية.
المطلوب من الاجهزة التنفيذية ان تتفهم دور الصحفيين الهام والحاجة الى مشاركتهم في التغطية الاخبارية وعدم الضغط عليهم لأن ذلك من شأنه ان يقلل فرص المواطنين في تلقي المعلومات عن اتجاهات الرأي العام والنخب السياسية والنتائج الاولية للفرز وكذلك نقل التصريحات الخاصة بالتنافس الانتخابي.
وعلى الاجهزة التشريعية ان تهتم بتوفير الضمانات الكافية لتنقل الصحفيين في اجواء امنة دون ترهيب او تخويف وحث الاجهزة الامنية على التعامل معهم بصورة هادئة لا تقدح بشروط العمل الصحفي التي توفرها المواثيق والمواد الدستورية التي كفلت حق الوصول الى المعلومة.
hadeejalu@yahoo.com