تعرض ما يقرب من (64) من الصحفيين والمساعدين الاعلاميين في بغداد ومحافظات البصرة وبابل والانبار الى المنع والضرب والشتم وتحطيم معداتهم من قبل حراس أمن وقوات اخرى تابعة للجيش العراقي، صباح اليوم، أثناء تغطيتهم لعملية الاقتراع الخاص بمنتسبي وزارتي الداخلية والدفاع والاجهزة الامنية الاخرى والراقدين في المستشفيات والسجناء الذين تبلغ إحكامهم اقل من خمسة سنوات.
حيث شهد سجن الميناء في البصرة، جنوب العراق، اعتداء على مايقرب من (15) صحفياً ومصوراً أثناء محاولتهم لتغطية عملية التصويت هناك.
وقال عضو مرصد الحريات الصحفية في البصرة، ان الصحفيين تعرضوا جميعا بشكل مفاجئ الى الضرب والشتم من قبل عناصر من حماية السجن، التابعة لوزارة العدل، فضلا عن اخرين يرتدون الزي المدني كانوا متواجدين في نفس المكان، اثر محاولة الصحفيين تصوير عملية الاقتراع.
الصحفيون الذين حطمت وصودرت بعض معداتهم الصحفية ينتمون الى وكالات (إيها) التركية واسيوشيتد برس وفرانس برس ورويترز ونيوزماتيك واذاعتي سوا والمربد وقنوات العربية والعراقية والشرقية، كما ذكر عضو مرصد الحريات من مدينة البصرة.
ورغم الاعتداء الذي مورس بحق الصحفيين اثناء تغطيتهم لعملية التصويت، الا انهم تمكنوا من توثيق تصرفات الحرس المنافية لحرية العمل الصحفي، والمتمثلة بالضرب الشديد وتحطيم معداتهم الصحفية بعد مصادرتها بالقوة المفرطة، فضلا عن سيل الكلمات البذيئة والشتائم التي وجهت لشخص الصحفيين، ولمهنة الصحافة.
وعلى بعد اكثر من 500 كم من البصرة باتجاه الشمال، في العاصمة العراقية بغداد، قامت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بمنع مايقرب من (20) صحفياً كانوا برفقة المكتب الاعلامي لوزارة الداخلية من الاقتراب لمراكز الاقتراع، بعد ان اشهر عناصر من الجيش العراقي السلاح باتجاههم وقاموا بأطلاق العيارات النارية تجاههم، وامروهم بالبقاء ضمن دائرة قطرها 50 متراً من المركز الانتخابي الذي يقع بالقرب من مقر الداخلية وسط بغداد، مما اثار حفيظة وزارة الداخلية التي انتقدت بدورها مفوضية الانتخابات، لمنعها الصحفيين من الدخول او الاقتراب من المراكز الانتخابية.
وفي ذات الوقت قامت قوات الجيش العراقي في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الانبار، والواقعة شمال غربي بغداد بمنع، مايقرب من (15) صحفيا واعلاميا، من الوصول الى مركز الاقتراع.
وقال عضو مرصد الحريات الصحفية في الفلوجة، ان "افراد من الجيش العراقي اعتدوا بالشتم والتهديد بالضرب على الصحفيين المتواجدين، في حال لم يبتعدوا مسافة 100 متر عن مدرسة الجمهورية المركزية، التي يقع المركز الانتخابي فيها، الامر الذي استدعى تدخل الشرطة المحلية لحماية الصحفيين من اي اعتداء قد يقوم به افراد الجيش العراقي المكلفين بحماية المنطقة.
وبين احد الصحفيين المتواجدين هناك، لمرصد الحريات الصحفية، ان احد ضابط الجيش العراقي امر افراد قوته بمنع وصول الاعلاميين لمركز الاقتراع، قائلا انه "لا يوجد شيئ يستحق التصوير او الكلام"، فضلا عن اصداره الاوامر للمقترعين من افراد الامن بعدم الحديث مع الصحفيين، الامر الذي دفع بالصحفيين الاتصال بالسيد خالد رجب رئيس مفوضية الانبار لتقديم شكوى له حول الموضوع.
فيما شهدت مدينة الحلة مركز محافظة بابل جنوبي بغداد منع (12) صحفيا من دخول مركز الاقتراع الوحيد المخصص لهم، بحجة عدم حملهم تصاريح التخويل الصادرة من مفوضية الانتخابات، والتي لم يتم اعلام الصحفيين عن كيفية الحصول عليها مسبقا.
وفي سياق متصل، منعت عناصر من امن المحافظة، العديد من الصحفيين من التجوال بحرية داخل المحافظة، رغم حصولهم في وقت سابق، على تخاويل صادرة عن قيادة الشرطة لتسهيل مهمة حركتهم داخل المدينة وقت الانتخابات.