19-5-2015
يدين مرصد الحريات الصحفية عملية الاعدام الاجرامية التي تعرض لها منسق صحفي للاخبار والبرامج، يوم امس الاول، في مدينة الموصل من قبل تنظيم داعش بعد ان هاجم التنظيم منزله، الشهر الماضي، واقتاده الى مخبأ سري وصادر اجهزة هواتفه النقالة وكمبيوتره الشخصي.
ويقول ممثل مرصد الحريات الصحفية في مدينة الموصل، ان مسلحي تنظيم داعش اقتحموا منزل المنسق الصحفي فراس ياسين الجبوري الملقب بفراس البحر، (17 نيسان/ أبريل 2015)، عند الساعة السادسة فجرا في منطقة القادسية شمال شرقي الموصل، حيث قيد عناصر التنظيم البحر لمدة 30 دقيقة تقريباً داخل منزله، عندما كانوا يتفحصون هواتفه النقالة وكمبيوتره الشخصي قبل ان يقتادوه الى مخبأ سري.
وابلغ محمد صالح، وهو أحد أقارب البحر، ممثل مرصد الحريات الصحفية في الموصل، إن "عناصر التنظيم كانوا يتحدثون عن معلومات وتقارير صحفية تخرج من المدينة إلى وسائل إعلام في العاصمة بغداد وأخرى أجنبية، وركز عناصر التنظيم على البحث بارقام الهواتف التي يحتويها هاتف فراس الشخصي، حيث "جن جنونهم عندما وجدوا ارقام مسؤولين حكوميين وقادة امنيين من ضمنهم مهدي الغراوي وناصر الغنام وواثق الحمداني وأثيل النجيفي وآخرين غيرهم، بحكم عمله لسنوات كمنسق برامج واخبار".
ويضيف صالح، إن "عناصر التنظيم اعتدوا على فراس بالضرب والشتائم وهو داخل المنزل، ثم اقتادوه وهو مقيد اليدين ومعصوب العينين، وعمدوا الى مصادرة سيارته الشخصية وهواتفه النقالة وكمبيوتره الشخصي".
ويقول صالح، ان عائلة البحر حاولت التوسط لدى عناصر التنظيم عبر وساطات عشائرية ووجهاء المدينة، "عرضوا على التنظيم دفع فدية مقابل الإفراج عنه، الا ان مايسمى بقاضي الشرعية رفض تلك الفدية، وطلب من ذوي المحتجز عدم السؤال عنه مرة ثانية".
وتلقت عائلة الضحية الصحفي فراس البحر بلاغاً، في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، في (17 من آيار/مايو 2015)، يخبرهم بضرورة الحضور إلى دائرة الطب العدلي التابع لمستشفى الجمهوري في المدينة، لاستلام جثة ولدهم التي بدت عليها آثار الرصاص في منطقة الرأس والصدر، لأنه "اعدم بتهمة الخيانة والتجسس".
وفراس ياسين الجبوري والملقب إعلامياً بـ"فراس البحر"، يبلغ من العمر 31 عاما وعمل في مجال الصحافة منذ عام 2006 كمنسق اخبار وبرامج في قناة "الموصلية" الفضائية، ثم انتقل إلى قناة "نينوى الغد" المملوكة لمحافظ نينوى أثيل النجيفي، وعمل كمنسق اخباري ومديراً لبعض البرامج التلفزيونية فيها.
وبحسب إحصاءات مرصد الحريات الصحفية فإن تنظيم "داعش" مازال يحتجز ثمانية كتاب وصحفيين ومصورين في محافظة نينوى. القسم الأكبر منهم اختطف في العاشر منذ حزيران / يونيو من عام 2014 ، منهم الإعلامي مهند العكيدي، والمصور الصحفي علي النوفلي، ومقدمة البرامج في قناة "الموصلية" الفضائية ميسلون الجوادي والكاتب الصحفي جمال المصري. بينما قام التنظيم في نهاية شهر كانون الأول / ديسمبر من عام 2014 باختطاف ثلاثة آخرين هم مراسل وكالة "عين الاخبارية" محمد ابراهيم وشقيقة مصعب ابراهيم الذي يعمل بصفة مصور فوتوغرافي في ذات الوكالة ومراسل قناة "الموصلية الفضائية" عبد العزيز محمود.
وتشير الإحصائيات التي أجراها مرصد الحريات الصحفية منذ عام 2003، عن مقتل 281 صحفيا عراقيا وأجنبيا من العاملين في المجال الإعلامي، بضمنهم 169 صحفياً و68 فنيا ومساعدا إعلاميا لقوا مصرعهم أثناء عملهم الصحفي.
كما يلف الغموض العديد من الاعتداءات التي تعرض لها صحفيون وفنيون لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي. كما تعرض 74 صحفياً ومساعداً إعلامياً إلى الاختطاف، قتل اغلبهم ومازال مصير 14 منهم مجهولا. ولم يكشف القضاء ولا الجهات المعنية عن مرتكبي الجرائم التي يتجاوز تصنيفها بكثير أي بلد آخر في العالم، ما يزال العراق على مدار العقد الماضي يتصدر مؤشرات الإفلات من العقاب.