17-3-2016
يبدي مرصد الحريات الصحفية (JFO) عن مخاوفه الكبيرة جراء الإجراءات التعسفية بإغلاق قناة "البغدادية" من قبل قوات الشرطة العراقية، ويخشى مرصد الحريات الصحفية (JFO) بان يكون إجراء غلق هذه القناة خطوة أولى لتحرك حكومي لإغلاق وسائل إعلام وقنوات محلية وأجنبية اخرى.
وأغلقت السلطات العراقية، يوم أمس، مكاتب قناة "البغدادية" في جميع مدن البلاد بطلب من هيئة الإعلام والاتصالات، وبناءاً على أوامر سابقة صدرت عام 2014 في زمن حكومة رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي.
ووفقا لما قاله مدير مكتب القناة في بغداد نجم الربيعي، فان قرار الغلق لجميع مكاتب البغدادية في العراق، وسحب رخصة عملها اعتمد على قرار اصدرته هيئة الإعلام والاتصالات عام 2014.
وقال الربيعي في حديث مع مرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان الشرطة العراقية ممثلة بكل قيادتها في العاصمة بغداد "جاءت لمكتب القناة الرئيس برفقة موظف في هيئة الإعلام والاتصالات، وطلبت منا الخروج وترك المكتب ثم عمدت إلى اقفاله في الوقت الذي كانت فيه قوات من الشرطة ترافقها قوات أمنية تقوم بإغلاق المكاتب الاخرى الموزعة في بغداد وجميع مدن العراق".
وأضاف الربيعي، ان "ادارة القناة لم تتلق اي اشعارات مسبقة أو تنبيه من هيئة الإعلام والاتصالات وقرار غلق مكاتبنا جاء بشكل مفاجئ"، وان قوات الشرطة وضعوا "حراسة مشددة" على مكاتب القناة لمنع العاملين من الدخول اليها".
وعلقت رئيسة لجنة الثقافة النيابية في البرلمان العراقي ميسون الدملوجي على حادثة إغلاق قناة البغدادية بالقول "هذا وضع خطير بان تضرب أهم المكتسبات الديمقراطية بعد عملية التغيير خاصة وان حرية الصحافة والتعبير هي المكتسب الوحيد والاهم".
وأبلغت الدملوجي، مرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان "إغلاق قناة البغدادية انطلق من إرادات أكبر حتى من إرادة مجلس النواب"، ونوهت عن ان قرارات اخرى قد تتخذ بحق قنوات تلفزيونية ووسائل إعلام محلية وأجنبية خلال الفترة القادمة".
وعلى مدار السنوات السبعة الماضية إغلقت السلطات الحكومية مكاتب قناة البغدادية اربع مرات وتم ممارسة ضغوط سياسية كبيرة على العاملين فيها بسب تغطياتهم الاخبارية التي تركز بالدرجة الأساس على مكافحة الفساد الإداري والمالي وسوء الخدمات، وفي حزيران/ يونيو 2014 أوقفت الحكومة المصرية بث قناة البغدادية على قمر نايل سات بطلب من هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، واعترفت حينها شركة نايل سات ان "أسباب ايقاف البث جاء بناءاً على قرار سياسي تم إصداره من قبل السلطات المصرية العليا".
وتتخذ قناة البغدادية، التي يمتلكها رجل الأعمال العراقي عون حسين الخشلوك، من العاصمة المصرية مقرا رئيسياً لعملها، وهي قناة منوعة وتبث البرامج والأخبار السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية.
وتحجب السلطات العراقية موقع القناة الالكتروني منذ عام 2014.
مرصد الحريات الصحفية (JFO) اذ يعرب عن مخاوفه من هذا القرار الذي يتضمن مؤشرات خطيرة على حرية الصحافة في البلاد، ويعتبره بداية لشمول مؤسسات أخرى بالغلق او بالضغط عليها بتغيير سياساتها لكشفها ملفات الفساد الإداري والمالي وسوء استخدام السلطة.
ويحذر مرصد الحريات الصحفية (JFO) من إتخاذ أي إجراءات مماثلة بحق وسائل الإعلام لأن عملية غلق أي وسيلة إعلامية في هذه الأوقات تجعل العراق يتراجع ديمقراطياً وتؤثر على سمعة الحكم فيه في المحافل الدولية.