سيارة بث مباشر (SNG) احرقت من قبل محتجين غاضبين في مدينة البصرة |
18 -9-2018
في الوقت الذي كانت القوات الأمنية والعسكرية تلاحق الصحفيين وتعتقلهم أثناء تغطيتهم لإحتجاجات مدينة البصرة، بداية الشهر الحالي، أضرم محتجون غاضبون النار في أربعة مؤسسات إعلامية، وتعرض أكثر من 15 صحفياً ومساعداً إعلامياً للضرب والإعتقال علي يد القوات الأمنية العراقية، عندما كانوا يعملون على تغطية إحتجاجات غاضبة ضد نقص الخدمات وسوء إدارة السلطة والمطالبة بتحسين نوعية مياه الشرب في المدينة الساحلية المطلة على الخليج العربي.
وسجل مرصد الحريات الصحفية (JFO) شهادات ميدانية لصحفيين تعرضوا للإحتجاز التعسفي، وآخرين ضربوا من قبل القوات الأمنية هناك، ووثق المرصد حجم الخسائر التي تعرضت لها مؤسسات إعلامية محلية بعد تدميرها وحرقها بالكامل، فيما كشف صحفيون ان القوات الامنية وبالتعاون مع مجاميع مسلحة بدأت "تلاحق صحفيين غطوا الإحتجاجات في محافظة البصرة وتحاول إعتقالهم".
ووثق مرصد الحريات الصحفية(JFO) 15 حالة إعتداء من قبل القوات الأمنية ضد صحفيين عملوا على تغطية الإحتجاجات الغاضبة، وهاجم متظاهرون غاضبون مكاتب أربعة مؤسسات إعلامية، وإحرقوا مكتب قناة "العراقية" ومكتب إذاعة "النخيل" ومكتب قناة "الغدير" ومكتب قناة "الفرات".
وعلى صعيد الاعتداء على الصحفيين من قبل القوات الامنية تعرض، في يوم 1 ايلول 2018، مصور وكالة "رويترز" عصام السوداني، ومصور قناة "دجلة" صفاء غالي، وعلاء الفكيكي مصور "بي بي سي"، وشهاب احمد مراسل وكالة "بصرة برس"، وحمد الفرطوسي مصور وكالة رويترز، وإعتقالهم من قبل قوات أمنية خاصة لعدة ساعات، في وقت قامت به القوات الأمنية ذاتها بمهاجمة فريق عمل قناة "الولاء" واعتدت على المراسل فؤاد الحلفي وحطمت معداتهم الصحفية.
وسُجل في يوم 2 ايلول 2018، اعتداءات متفرقة على صحفيين وفرق إعلامية، منهم مصور وكالة "أسوشيتد برس" نبيل الجوراني، ومراسل إذاعة المربد من قبل القوات الأمنية، وإعتقال الإعلامي بسام السوداني لأكثر من 12 ساعة في مركز أمني غير رسمي.
وقال عصام السوادني، وهو مصور وكالة "رويترز"وفي البصرة، لمرصد الحريات الحصفية (JFO)، انه تعرض للإعتقال مرتين خلال تغطيته للإحتجاجات الغاضبة، من قبل القوات الامنية، حيث تم خلالها محو جميع الصور الملتقطة لعملية الاحتجاجات "حتى لاتُنشر للرأي العام".
واضاف السوداني، إلى ان أغلب الصحفيين الميدانيين كانوا متخوفين من الإعتداء عليهم بالضرب من قبل القوات الأمنية، بالإضافة للمخاوف من المتظاهرين الغاضبين الذين يعتقدون ان المؤسسات الإعلامية لاتسلط الضوء على تظاهراتهم بمحافظة البصرة.
وكشف شهاب احمد مراسل وكالة "بصرة برس" عن أنواع الاعتداءات التي تعرضت لها الفرق الإعلامية الميدانية، وقال " تعرضنا لاعتداءات لفظية وجسدية من قبل القوات الأمنية واستُهدفنا بشكل مباشر بالفلفل الحار والغاز المسيل للدموع"، وكان هناك عدم رضى علينا من قبل المتظاهرين الذين كانوا يطمحون بتغطيات أكبر.
ويقول حيدر الموزاني مراسل إذاعة "المربد"، لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، ان "الشارع البصري يكره الإعلاميين الذين لا ينقلون الأحداث والحقائق كما هي، وهذا هو سبب الإعتداء على بعض الصحفيين والمؤسسات الإعلامية".
ووصف سعيد البدري مدير مكتب الجنوب لقناة "الغدير" الفضائية، "عمليات تخريب وتدمير تعرضت له قناتنا"، محملاً "قيادة عمليات البصرة وقيادة شرطة المحافظة مسؤولية ما جرى من عمليات حرق وتخريب للمؤسسات الإعلامية".
وأبلغ البدري، مرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن "مقر قناة الغدير الخاص بـ5 محافظات جنوبية حرق بالكامل مع معداته واجهزته والاستديوهات، إضافة إلى حرق سيارة البث المباشر (SNG) بكامل محتوياتها واجهزتها". مضيفاً، ان كاميرات المراقبة في القناة وثقت "عمليات الحرق والتخريب المتعمد من قبل رجال ملثمين كانوا يعبثون ويحرقون القناة بوحشية".
وفي هذا الإطار تحدث الصحفي منتظر الكركوشي، لمرصد الحريات الصحفية (JFO) قائلا، إن "تظاهرات البصرة سجلت أعلى نسبة إنتهاكات بحق الصحفيين الميدانيين منذ 2003 ولغاية الان.
والتقى مرصد الحريات الصحفية (JFO) في بغداد بصحفيين فروا من مدينة البصرة بسبب تهديدات تعرضوا لها من قبل مجاميع مسلحة.
وأبلغ احد الصحفيين، الذي يعمل مع مؤسسة إعلامية أجنبية، ان السلطات في البصرة صارت تتعاون مع مجاميع مسلحة تابعة لأحزاب سياسية للقبض على صحفيين غطوا الإحتجاجات وناشطين شاركوا فيها.
وشهدت مدينة البصرة منذ عدة أيام إحتجاجات جماهيرية غاضبة تطالب بتوفير الخدمات وفي مقدمتها الماء الصالح للشرب والكهرباء، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين.
وقد تم خلال الاحتجاجات إحراق مقار ومكاتب معظم الأحزاب والحركات السياسية، فضلا عن إحراق مبنى القنصلية الايرانية، وكذلك دار استراحة ديوان المحافظة.
مرصد الحريات الصحفية (JFO)، اذ يبدي إدانته الشديدة للاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية، فانه يحذر من أي تلفيقات تؤدي لملاحقة صحفيين شاركوا في تغطية الإحتجاجات، وفقا لمعلومات حصل عليها المرصد، ويحث مرصد الحريات الصحفية (JFO) البرلمان العراقي الجديد لإتخاذ إجراءات فعالة لحماية الصحفيين وإنهاء ملف الملاحقات بحقهم التي تعد له جهات سياسية نافذة بالتعاون مع اجهزة الامن العراقية.